الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

احصد ما تزرع! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

احصد ما تزرع! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

عندما يصدر من الأبناء بالمنزل نوع من الشغب، أو كثرة الحركة، أو العبث والتخريب، أو رفع الصوت، نردد على مسامعهم عبارة “رح العب فكنا من شرَّك” على الرغم من كون ما يصدر منهم عبارة عن سلوكيات عفوية تحكمها الطبيعة البشرية وتتكرر كل لحظة وحين لدى كافة أفراد المجتمعات بشكل عام.

سلوك الشغب بالمنزل مقصور بالعادة على الفئة العمرية بين 4-12 عام، وهي مرحلة الطفولة التي تكون فيها الحركة الجسدية هي العنصر الفاعل لعدم اكتمال نضوج العقل للتفكير لديهم بما يكفي، فيتجه الأطفال في هذه المرحلة العمرية للتعبير عن انفعالاتهم بكثرة الحركة.

التصرف الصادر من الآباء تجاه أبنائهم هو ما يستدعي تعديل السلوك والذي يعد قصوراً في الجوانب التربوية للآباء وليس الانفعالات الناتجة عن الأطفال بكثرة حركتهم، أسهم في ذلك التصرف عوامل عديدة لعل أبرزها، مشروع الزواج وقضية الاختيار للشريك وأحياناً التعدد دون إدراك المآلات، كثرة الانجاب، الظروف المعيشية الصعبة، التربية التي يحملها الآباء بالتوارث، المستوى العلمي المنخفض، ضعف الوازع الديني، الاتكالية وعدم الشعور بالمسؤولية.

إن ترك الأطفال فريسة للتعليم الالكتروني يغسل أدمغتهم بما يوافق هوى المنتجين لتلك البرامج والتي يتعذر المتابعة لها والفحص للتأكد بما تتضمنه من معلومات تتدفق لعقول الأبناء بلا حسيب أو رقيب، وهو ما يساعد هؤلاء على تنفيذ أجندة تقوم على التغريب ومسخ الهوية لدى الشعوب المستهدفة بهذه الوسائل، ناهيك عن التأثيرات الصحية على العينين من خلال وهج الأشعة الصادر من تلك الأجهزة.

ما أود قوله، الحاجة للاهتمام مطلب يقتضي من الأبوين إدراكه لدى الأطفال من خلال إيجاد برامج منزلية بمشاركة أفراد الأسرة تجمع بين التعليم تارةً والترفيه تارةً أخرى، وفي علم التربية يوجد تناسب طردي بين كثرة الحركة والعبث لدى الأطفال والنبوغ في مهارة معينة أو مهارات متعددة، والذي يتطلب من الآباء بحث القدرات الكامنة وراء هذا النشاط والحركة والعبث بهدف استكشافها واستثمارها والبناء عليها وتعزيزها، فما تزرعه اليوم لدى الأبناء سوف تحصده غداً.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *