الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الشهرة بين الستر و الإشاعة! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الشهرة بين الستر و الإشاعة! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لأحد المغتربين من السودان الشقيق، يظهر فيه مع مجموعة استغلت جهله بالنظام أولاً، وبوسائل التواصل الاجتماعي ثانياً، من خلال تصويره وهو يحادث رجلاً مقنعاً بزي امرأة داخل المركبة، على غرار ما كان يحدث سابقاً في الكاميرا الخفية رغم ما بين الحدثين من بون شاسع في الأداء والحدث والمضمون.

اللافت في الموضوع هو اختلاف وجهات النظر التي تلت هذا الحدث من خلال التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين من يضع المسؤولية على المصور والناشر والمنتج، ومن يضع المسؤولية على الوافد بالكلية، ومن يوازن بين المسؤوليات لكلا الطرفين، والحقيقة أن الفاعل ليس كالمفعول به، فالأول له صفة المسؤولية المباشرة للحدث والأخير يتأثر بالفاعل حسب موقعه من الإعراب.

من القضايا الأخرى التي تدعو للسخرية والاستهجان من كل ذي لب وبصيرة قضية التشبه بالنساء في الزي والمنطق، ما يدعونا لبحث السمات الشخصية لمثل هؤلاء من خلال الأبحاث العلمية لدى المختصين بالعلوم الاجتماعية لمعرفة الدوافع النفسية والاجتماعية التي تدعوهم لهذا المسلك المشين ومعالجة أسبابه ودوافعه.

في نظام الجرائم المعلوماتية تنص المادة الثالثة في البند الخامس على أن “التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي”، والمادة السادسة في البند الأول التي تنص على أن “المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة” تستحق من فاعلها التعزير والغرامة المالية وفق نظام مكافحة جرائم المعلوماتية.

ما أود قوله، ليس لأحد من الناس كائناً من كان أن يبحث خفايا الناس، أو يتتبع عثراتهم، أو يقيم نفسه قاضياً عليهم دون أي مسوغ شرعي، ليصل للشهرة من خلال الارتقاء فوق أعناقهم، أو الإساءة إليهم، أو الإيقاع بهم، أو فضح أستارهم، أو كشف عيوبهم، فهذه الأفعال مذمومة شرعاً وعقلاً، وهي من إشاعة الفواحش التي نهى الله عنها بقوله (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النور آية 19.

خلاصة القول، وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، يقتضي قيام المؤسسات الإعلامية ممثلة في وزارة الاعلام الموقرة بدورها في هذا الشأن في حجب ما يؤدي بالضرر على الناشئة في الدين والأخلاق والقيم، والمؤسسات التربوية في المدرسة والمسجد في قيامها بدور التوعية والتوجيه، للاستفادة من القنوات الإعلامية بكل جديد ومفيد، ونبذ كل قول أو فعل ينافي تعاليمنا وقيمنا الإسلامية الحميدة.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *