دعت الهيئة العامة للطرق المواطنين والمقيمين للإسهام في حملة “طرق متميزة آمنة” للعام الثالث على التوالي، وهي حملة موفقة بكل المقاييس للوقوف على مشكلات الطرق داخل المدن وخارجها ورصد الملاحظات حتى يتسنى للجهات المختصة معالجة تلك المشكلات.
لا يخفى على تلك الجهات في النقل والبلديات تآكل الطبقة الإسفلتية، ولا كثرة الحفريات في الشوارع لتوصيل الخدمات العامة، ولا حتى أوراق الأشجار المتساقطة المسببة للتلوث البصري، فهم يعيشون معنا ذات المعاناة في ذهابهم وإيابهم.
أبرز الملاحظات التي يمكن أن تشكل عائقاً أمام حركة المرور هي الحفريات الناجمة عن سوء التنفيذ لهذه الطرق، علاوةً على تشوه المنظر والتلوث البصري بسبب النتؤات التي كانت نتاج إيصال الخدمات والتي تتطلب حفر الطريق أكثر من مرة وتنتهي بوضع طبقة اسفلتية ترتفع أو تنخفض قليلاً عن مستوى الطريق وتشكل هذه النتؤات.
مع الأسف أن الشركات المنفذة لتلك الطرق غالباً لا تلتزم بعقود التنفيذ، ولا أعلم إذا كانت الجهة التي أرست المشاريع قد أخذت ما يكفي من اشتراطات السلامة المرورية على الشركات المنفذة من خلال ضمانات الصيانة لهذه الطرق لعشر سنوات قادمة على أقل تقدير أم كان المشروع مقصوراً فقط على التنفيذ لا غير.
عندما يكون الحديث عن الطرق الآمنة فلا ينبغي أن يغيب عن الذهن ضرورة توفر قطاعات أمن الطرق بكثافة، لا سيما بين المناطق مترامية الأطراف، إذ تستدعي الحاجة وجود نقاط أمنية ثابتة في مسافات تحدد عالمياً بـ 100 كيلو متر، مع توفر دوريات متحركة سيارة بين تلك النقاط، ليشعر عابروا الطريق بالأمان النفسي، ناهيك عن تقديم خدمات الإسعاف والمساعدة عندما تقتضي الحاجة.
ومن طرق السلامة أيضاً في الطرق البرية السريعة توفر الحماية لها من الحيوانات السائبة عبر إنشاء أسلاك شائكة تمنع مرورها للتقليل من حوادث السير للعابرين ليلاً في رحلة السفر.
وبالعودة للحديث عن حركة المرور داخل المدن، يتساءل القادمين للسياحة كل عام خصوصاً في مناطق الاصطياف عن سبب وجود المعدات التي تنشط للقيام بعملية السفلتة والرصف مما يعوق حركة المرور ويقضي بتحويل المسار لجهة أخرى؛ وفي ظل فترة الإجازة التي لا تتجاوز الشهرين فإن هذا يستلزم إيقاف تلك المشاريع مؤقتاً وفسح الطرق أمام المارة واستئناف العمل بعد انتهاء الإجازة الصيفية.
لدينا مقترح لوزارة الشؤون البلدية بأن تعيد النظر في الشوارع داخل المدن، بتحويل الأرصفة التي تفصل بين ضفتي الشارع إلى مسار للخدمات ومشاريع البنية التحتية “كهرباء – ماء – اتصالات – صرف صحي”، وتعمل على إزالة الأشجار والأزهار التي تتطلب هدر المياه والعناية بالقص والتقليم وتلوث الشوارع، لتستفيد من تلك المساحة في توصيل الخدمات، تفادياً للحفر والدفن في الشوارع الرئيسة المخصصة للحركة المرورية.
التعليقات