الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

شكوكو “المُحَدَّث” – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

شكوكو “المُحَدَّث”  – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

سأل أحد الصحفيين الكاتب المصري المعروف «ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ» ذات مرة:
من منكما أكثر شهرة، أنت أم محمود ﺷﻜﻮﻛﻮ؟
( شكوكو هذا هو مونولوجست مصري هزلي مشهور، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس ).
ﺭﺩ «العقاد» ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ: ﻣين ﺷﻜﻮﻛﻮ …!؟

ولما وصلت القصة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ قال للصحفي:
« قول لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف على ﺭﺻﻴﻒ مقابل، ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ( هتتجمع ) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ ..!».
وهنا رد العقاد: “قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮهذا ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭﻳﺨﻠﻲ « ﺭﻗّﺎﺻﺔ » ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺍﻟثاﻧﻲ ﻭﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ( حتتلم ) على مين أكثر ؟

عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها إلا أنها تشير إلى أن القيمة لا تُقاس بالجماهيرية ولا بالشهرة، بل إنك – وفي أحيان كثيرة – تجد أنه كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط، كلما ازداد جماهيريةً وشهرةً.
كما أن الكثرة لا تعبر دوما عن الأفضلية وليست مقياسا بين الجيد والرديء.

وميل الناس إلى الاحتفاء بالهشاشة والسهولة والتهريج والسطحية ليس جديداً، فالتفاهة والميل العجيب إليها ليس جديدا بل هو قائم وموجود منذ زمن سقراط لكنه لارتفاع ذائقة الناس وبحثهم عن الأشياء ذات القيمة والجودة على مدى العصور لم يحقق انتصاراً ساحقاً وواضحاً إلا في عصرنا الحالي عصر إدارة الظهر للأخلاق والقيم.

يقول ” ألان دونو” في كتابه ( نظام التفاهة ): “أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم فلم يعد لصوت الحق والقيم صدى بين الناس ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم وفسادهم .

فيا ترى كم من شكوكو – النسخة المحدثة – اليوم يُمَجٌد ؟

• مع كامل الاحترام والتقدير للسيد محمود شكوكو ودعواتنا له بالرحمة والمغفرة، واحترامي التام لمًا كان يقدمه لأنه كان جزءا من الحياة، وكان يسير في مساره الطبيعي، ولا يقارن بما هو موجود حاليا من صور التفاهة والتهريج التي تجاوزت القيم والأعراف والتقاليد.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *