الغش خداع مقرون بسوء النية وقصد الأضرار بالآخرين والغش يحمل عدة معاني حسب المجالات وكذا السياقات التي تضمنت الاحتيال وقد صنف الغش بأنه خداع وجريمة وخطر أمني.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا) يعني ذلك أن الغشاش خارج دائرة المسلمين والمجتمع والجماعة، وقال عليه الصلاة والسلام: (ومن شذَّ شذَّ في النار).
النجش من أنواع الغش ونوع من آفات اللسان، وهو خاص بالبيع والشراء وهو نوع من الخديعة والمكر وأكل أموال الناس بالباطل، وقد حرمه الدين الإسلامي ويحذر من الوقوع فيه.
الغش يدخل في تفاصيل حياتنا، ومن عوفي فليحمد الله، ومن أنواع الغش:
- الغش في الاختبارات المدرسية والجامعية، ومن يمارس الغش على مقاعد الدراسة، ويتقدم طالب يفوقه كفاءة وعلما ليفوز بالقبول في الجامعات أو الكليات العسكرية أو البعثات فإنه قد ارتكب إثما يلازمه طول حياته ويخلفه لمن بعده، والله المستعان.
- الغش في الترقيات في المجال المدني والعسكري أشد وأنكأ، فهو يستحل مركزا لا يستحقه، ويتقاضى عليه راتبا عليه علامات استفهام كبيرة، والأشد إيلاما الوسيط الذي يتعمد إسقاط حق الآخرين فهو غاش لنفسه ولغيره، ويتحمل إثما كبيرا والله المستعان، وكما قال أحمد الناصر: احذر تغش الناس لو كان غشوك.
- الغش في مجال البيع وهو الأشد خطورة؛ لأنه لا يتعمد فرد بعينه بل يغش كل أفراد المجتمع ويتعدى الضرر لكل الوطن، ومن هؤلاء من يزيد في السلعة من لا يريد شراءها، ومنهم من يتعمد إخفاء عيوب هذه السلعة ليسوق لها ويبيعها، والتستر لا يكفي أن نسمه غشا بل يتجاوز الى الخيانة لأنه يتعمد الإضرار باقتصاد الوطن مباشرة.
الغش والفساد صنوان لا يفترقان يخدم بعضهم بعضا؛ لإفساد البيئة الاجتماعية والإضرار بمصالح الناس وحقوقهم، ولكن ولله الحمد هيئة الفساد تتربص بهؤلاء الغشاشين والفاسدين ومحاسبتهم لتطهير المجتمع من ويلاتهم وخطورتهم على مصالح الناس وحقوقهم، وهذا يخدم المصلحة العامة وهو من مخرجات استراتيجية التحول 2030، والمطلوب تعاون المواطنين مع هيئة الفساد ورجال الأمن للحد من ظاهرة الغش والفساد أو القضاء عليها.
والمرجو والمأمول أن تتناول خطب الجمع والملتقيات والندوات معالجة هذه السلوكيات والممارسات الخاطئة بالتوعية والإرشاد، كما أنه يتوجب على وزارة الإعلام نشر التوعية، ومدى ضرر الغش والتستر الذي يلحق بالفرد والمجتمع من خلال قنواتها الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، والله ولي التوفيق.
التعليقات