السبت ١٢ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ١٤ شوال ١٤٤٦ هـ

عائض القرني .. تحت مجهر الكاتب عبدالله بن بخيت

عائض القرني ..  تحت مجهر الكاتب عبدالله بن بخيت

صحيفة النماص اليوم – أخبار أبناء منطقة عسير :

 

علق الكاتب عبدالله بن بخيت، على نصيحة للشيخ عايض القرني في مقال له بعنوان “نصيحة للشيخ عايض القرني”، وقــال بن بخيت “أول ما سيتبادر إلى ذهنك: كيف تنصح إنساناً يعد من أكبر منتجي النصائح في القرنين العشرين والواحد والعشرين؟ قد ترى في هذا العنوان تناقضاً بيد أن هذا التناقض من لزوميات هذا المقال كما سترى بعد قليل”. وأشار:في تغريدة قدم الشيـخ نصيحة تستحق التأمـــــــل. هذا نصها: « يا أبنائي وصيّة عمّكم في الله بعد تجربة، بحثنا عن السعادة في السفريات والمناسبات والأفراح والمهرجانات لم أجدها إلّا في العبادة والخلـــــــوة بالكتاب النافع المُفيد،كما قال امبراطور الشعراء المتنبي: أعزُّ مكانٍ في الدُنى سرج سابح .. وخير جليسٍ في الزمان كتابُ» انتهت التغريدة.  وأكمل:”لا شك أن هناك سعادة في العبادة عند المؤمنين، ولكن لا أدري أي سعادة ستجلبها الخلوة مع الكتاب في مقابل ترك المرح والحياة السعيــــــــدة”، لافتا: كل دقيقة منحها لنا الرب علينا أن نعيشها ونستمتع بها. من واجبنا كأسوياء أن نطلب السعادة في كل شيء أحله الله، فالعيش الحقيقي لا يتم إلا بالصحبة والسفر والتجوال وحضور الحفلات. فالإنسان لا ينتهي من الحياة حتى تنتهي الحياة. ما الفائدة من القراءة إذا لم نتصل بالناس ونتبادل معهم تجاربنا وقراءتنا وآراءنا”. وأردف:” القراءة عملية تشاركية كما أنها ليست المصدر الوحيد للمعرفة والوعي. السفر وصحبــــــة الناس وحضور المناسبات والبقاء دائماً على صلة بكل شيء ربما يكون أجدى وأهم من قراءة الكتب. يطالني إحساس أن الشيخ مصــدوم، كيف مضت أجمل أيام جيلنا وهم محرومون من السعادة ورحنا نتطفل على سعادات الآخرين في كل بلد تطاله أموالنا. كان الشاب منا يستلقـــــي على فراشه لا يهوجس في الجمال ونكت الأصدقاء. كل هواجيسه تدور حول الشجاع الأقرع الذي سيحطم عظامه وكيف سيصرخ عند سماع قــــــرع نعال من دفنوه. ينتقل من كآبة إلى أخرى حتى يغفو فتتناوله الأحلام المفزعة والكوابيس والطنين المكتوم المخيف الذي يهــــــــز حدبات المقابر السلفية”. وتابع:”ليس من العدل اليوم أن ننصح أبناءنا والأجيال الجديدة بالابتعاد عن متع الحياة وحبسهم في خلوة مع كتاب، فكلمــة قراءة لا معنى لها. فالقراءات تتنوع وتتضارب. بعضها يوسع مداركك وبعضها يسعدك وبعضها قد يدفعك أن تفجر نفسك في الآخرين”. وختم:”لا أعرف في الحقيقة ما هي الكتب التي ينصح الشيخ بقراءتها. إذا كان يقصــــــد بها هذه الكتب التي ترتص خلفــــــه في الصورة المرفقـــة مع التغريدة، فضخامتها ومنظرها وزخارفها وتجليداتها تؤكد أنها نفس الكتب التي تليت علينا أربعين عاماً. سمعناها في الليل، في النهار، في المــدارس، في المساجد، في الاستراحات، في حلقات الذكر، في المراكز الصيفية، في مراكز تحفيظ القرآن، في الإذاعة، في التلفزيـــــون، في المستشفيات، في السجون، في المقابر، في الأعراس، في المآتم. أينما ألقينا أسماعنا لم نكن نسمع سواها، أربعيـن عاماً تتلى علينا ولم نتعلم منها حتــــى تركيب برغي في صامولة”.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *