الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

السعرات الحرارية والمهارات الحياتيه – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

السعرات الحرارية والمهارات الحياتيه – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

في احد الايام
من زمن بعيد
كنت اقتفي والدي وهو يرعى الغنم محتزما بجنبيته، وعلى كتفه الفأس، وبينما نحن نسير قابله غصن شجرة مكسور متدلي في الطريق ، فما كان منه الا قطعه و(خصلّه) وابعده عن الطريق وفي سؤال بريء قلت له ليش يا ( وابه) تتعب عمرك كان خليته”

قال :(لا واني وابعده لايوذي المسلمين )،،
اكملنا طريقنا قال خذي هذه الشاة انتي واختك واعطيها آل فلان ، قلت خلها لنا ، قال لا هذي زكاة ، غنمنا بلغت النصاب اصبحت اربعين راس”
وفي اليوم التالي ناداني لكي “نكيل البر ” وقال (اوكدي معي العدد، )واخذ يعد ، مد ، مدين، ثلاثه، اربعة، خمسه، سته، سمحه”سبعه” لن

اعلمكم لماذا يقولون سمحه،!!
ثمانيه ، تسعه، “بركة”
العدد عشرة يسميه بركة ويقول ( وكي الغرارة) أي اوكيء الغرارة ) والغرارة هي شوال او مايعرف بالكيس” ، وهي فصيحة من الوكاء ،، المهم
وهكذا نعد عشرة عشرة ، المد العاشر هو زكاة ذلك المحصول ،، ثم نوزعها هلى احبابنا المتعففين في القرية،، وفي اليوم التالي
وضع الذرة ونقعها في صحن كبير استعداد ليذرا الخريف، حياة مليئة بالعمل و النشاط
كُنا نتأفف حينا و نفرح احيانا اخر ،،

لو وجدنا من يسقينا معاني تلك الافعال الجميلة لما بحثنا اليوم عن ( كيف نحرق السعرات الحرارية الزائدة،،
في صور تمر علينا بين الفينة و الفينة، صور لاجدادنا ، نراهم مفتولي العضلات ، متقدي العيون، يقفون للصورة وهم في وضع الوثبة والاستعداد للإنطلاق، انا لا ابكي على الماضي فقد ابدلنا الله بايام التعب راحة وبايام الشقاء ، نعيم، ولكن
ادعوا للتدرج بانفسنا وباولادنا لاستغلال بيئتنا واستغلال تراثنا الجميل

في نظرة من الشفا و في نظرة للوادي و للجبال ، نجد أن تلك الشعاب و الاودية خلت تماما من مايسمى ( طريق القدم وطريق الجمل ) و تشابكت بها الاشجار، وانهالت جدران المزارع(الثمايل) و تكاثر فيها الشوك والشلال و الشبرم، والزقوم،
فهل من مبارز، هل من مجدد، هل من داعٍ يأخذ على عاتقه، اعادة هذه الأرض لاحضان اصحابها ، لنرى حياة فطرية كامله و ايدي عاملة وطنية، قبل أن تكبر الفجوة في المنطقة
وتنحسر جهود الأباء و الاجداد،

اليوم النادي الذي يهرول فيه الشباب لحرق السعرات الحراريه واكتساب العضلات، و نحت الاجسام،
لا اعتقد أن هذه الأندية تعلم الشباب المهارات الحياتية،
فمن يعلمه معنى ( بركة المُد رقم عشرة)
ومن يعلمه مهارة قطع غصن الشجرة،
ومن يعلمة مهارة زراعة الذرة،
ومن يعلمه نصاب الزكاة
مهارات كثيرة جدا ماذكرته انما هو مثال،

تلك المهارات تعلمها الابناء من الأباء ولم يحملوا اللحم بل حملتهم اجساماً مفتولة العضلات،
متقدة النظرات، تدفعها ارواح حيّة، تكرم الضيف وتعين الجار، وتتسابق لكل خير
ولايزال الخير موجود فينا
ولكن ، انتشار فرق التسلق( الهايكنج) و نراهم يجوبون
الجبال ويصورون كل ذلك جهد جيد للتعريف بارضنا وبلادنا
تخيلت
لو جعل الى جانب هذه الجهود
زراعة البلاد
واكمال الدائرة الزراعية
فهل فعلا كنا سنحتاج الى هايكنج او نادي او نحت اجسام،، تلك ايام خلت ، نستطيع اليوم ادراكها وادراك خير هذه البلاد ، وتظل المطالبة بكليات زراعية وجيولوجية وبيئيةفي منطقتنا عسير والنماص مطلب حتمي ،
*اضاءة
ولي العهد ينهض بمنطقة عسير ونحن اولى بارضنا من الشركات التي ستأتي تأجرها إن تركناها،
دمتم بخير .

 

التعليقات

3 تعليقات على "السعرات الحرارية والمهارات الحياتيه – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. لله درك!
    كلام غاية في الروعه
    بكل اختصار
    المدنية أغتالت القريه وخطفت فلذات أكبادها
    غيرت هويتهم وطمست ملامحهم

  2. فعلاً كلام في غاية الروعة ياأم عبد الرحمن وسليم ١٠٠٪؜ أنا لم أعيش في الديرة بحكم عمل والدي وكنت أحضر إليها مع عائلتي في الإجازات وكنت أنبهر من جمالها وأرى جدي وجدتي كيف يتعبون في الزراعة وفي الحصاد وفي رعاية الحلال ووالدي يساعدهم إذا حضر
    رحمهم الله جميعاً وجميع موتى المسلمين
    أرجو أن يلقى مقالك صدى واسع وأن يعمروا بلادهم ومزارعهم لكي تعود كما كانت بالماضي .
    ولك جزيل الشكر على هذا الطرح الرائع .

  3. كلام في قمة الروعة ياأم عبدالرحمن وسليم ١٠٠٪؜ فعلاً ديرتنا الكل يتمناها فلماذا لا نجعلها جنة خضراء ونعود لنعمرها بالزراعة واقتناء الحلال لنسلم من أمراض العصر والحمد لله هذه الأيام سقاها الله بالمطر والبرد الله يديم هذه النعم
    وأرجو أن يلاقي كلامك صدى واسع لدى كل محبي هذه الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *