الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

أين ينتهي بالسودان حكم العسكر؟!! – بقلم الكاتب أ . صالح حمدان الشهري

أين ينتهي بالسودان حكم العسكر؟!! – بقلم الكاتب أ . صالح حمدان الشهري

 

لم يحظَ السودان البلد العربي العزيز على كل قلب عربي ومسلم بالحكم المدني بعد الاستقلال عام 1956م إلا للفترة من اكتوبر 1964م حتى مايو 1969م وكان الزعيم المنتخب في هذه الفترة والتي لم تدم طويلا (إسماعيل الازهري) وكانت تلك الفترة التي قاد فيها السودان والتي امتدت لأربع سنوات هي التي ازدهر فيها السودان واجتمعت كلمة السودانيين وعم الخير والرخاء والرفاه كل أرجاء السودان والذي يعتبر سلة خبز العالم العربي.

 وقد استضاف الرئيس السوداني إسماعيل الأزهري  في مدينة الخرطوم العاصمة السودانية  مؤتمر القمة العربي الأول بعد حرب 1967لمعالجة آثار تلك الهزيمة المذلة والمهينة والتي تسببت في هزيمة ثلاثة جيوش عربية،  واحتلت جزءا من أراضيها، وكانت مؤلمة لكل عربي ومسلم، وكان هذا المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس السوداني الأزهري الذي التم فيه الصف العربي ولقد قال الملك فيصل رحمه الله كلمة الفصل في هذا المؤتمر بصوت مرتفع بأن المملكة العربية السعودية تتحمل كل نفقات بناء الجيش المصري ليستعيد المجد العربي والأراضي المحتلة، وهذه مواقف المملكة عبر تاريخها المحافظة على الأرض العربية ولمّ الشعوب العربية والوقوف سدا منيعا لكل من يريد شق الصف العربي ليبقى قوة تتكسر عليها كل الأطماع  المعادية للأمة العربية والإسلامية.

ولم تدم تلك الفترة المزدهرة للسودان، فقد تدخل العسكر وأسقطوا حكم الأزهري ولم يستقر السودان بعدها، فقد توالت الانقلابات العسكرية حتى وصلت الى الفريق أول البرهان قائد الجيش السوداني والفريق أول الملقب بحميدتي قائد قوة الدعم السريع، والذي أوصل السودان الى هذا الاحتراب لتدمير قدرات القوات المسلحة السودانية، وتدمير البنى التحتية وانتكاسة الاقتصاد السوداني الى الأسوأ.

ألم يتعلم هؤلاء القادة العسكريون من أسلافهم وأين انتهى بهم المطاف وأن مصيرهم لن يكون استثنائيا؟! والحقيقة عبر التاريخ أن العسكر مجالهم حماية حدود الوطن ودعم القيادات السياسية لدعم مسير الوطن  التنموية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وأن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة بكل تشكيلاتها، وأن أي تشكيل عسكري يجب أن يكون مرتبط بهيئة الأركان العامة لكل أفرع القوات المسلحة وتشكيلتها، وقوة الدعم السريع في السودان قوة مستقلة  بتشكلاتها وميزانيتها عن الجيش وهذا يعد خطأ استراتيجي في بناء القوات المسلحة لأي دولة، حفظ الله السودان من كل سوء ومكروه، وأن يعود العسكر الى ثكناتهم ونشاطهم الميداني لحماية السودان أرضا وفضاء وبحرا، دام عزك يا طني وكل عام وأنت يا وطني قيادة وحكومة وشعبا بألف خير.

                                                

 

التعليقات

تعليق واحد على "أين ينتهي بالسودان حكم العسكر؟!! – بقلم الكاتب أ . صالح حمدان الشهري"

  1. ابدعت ايها الكاتب العزيز ابا عبدالله صح الله فكرك وقلمك ، وما ذكرته هو الصحيح عن أوضاع السودان الشقيق ،
    نعم ما يحصل حالياً داخل السودان هو بفعل اختطاف هذا البلد من قبل القادة العسكريين الذين استهوتهم الإنقلابات
    حباً في السلطه وحباً في الظهور والمصلحه الشخصيه على حساب المصلحه العليا للوطن ، وهو امتداد لما سبقه من
    انقلابات متكرره على مدى سنوات جعلت السودان منهك وجعلت الإنسان في السودان يعاني من الفقر وعدم الإستقرار
    اللهم اصلح حال هذا البلد الغالي وسخر له الأسباب لإخراجه من حكم العسكر ليستقر تحت حكومه مدنيه يختاره شعبه.
    شكراً ابا عبدالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *