الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

لماذا هذه الإسقاطات لبعض مشا يخنا وكتّابنا ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

لماذا هذه الإسقاطات لبعض مشا يخنا وكتّابنا ؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

 

قال الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: (تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها لا هالك)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

لقد تداولت وسائل الإعلام ما صرح به الشيخ المغامسي عبر إحدى القنوات الفضائية بأنه يرجو أن يكون له مذهبا جديدا يتربع على المذاهب الأربعة، وهو أمر يدعو للدهشة ولعله يريد أن يتوسع في هذا المذهب، وماذا عساه أن يقدم في مذهبه الجديد الذي يطمح إليه لن يستطيع أن يلغي شيئا من أركان الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج أو يسقط شيئا منها، وربما أصابه الغرور لدرجة أنه يريد أن يظهر نفسه كمصحح للدين وأنه تجاوز كل علماء عصره كما ورد في بعض التغريدات بعد ما غاب عن الساحة وأراد أن يعود له ذاك الظهور والبريق..

وكان حريا به لو أبقى على تلك الصورة التي كنا نحملها له في داخلنا من الاحترام والتقدير أما الآن فقد وضع على هذه المشاعر سحابة ضبابية أفقدتنا تلك المشاعر، وأذكره بثبات المملكة على المنهج الإيماني الذي تسير عليه هذه الدولة المباركة، ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله عندما توج ملكا للمملكة العربية السعودية في 3 ربيع الاخر1436هـ بأنه يسيرعلى نهج أسلافه من الصيد الميامين ومن الصحابة والسلف الصالح، وأن المذاهب الأربعة هي مكملة لبعضها البعض تسير على نهجها المملكة العربية السعودية ولا فرق بينها، وكما قال أحد المتابعين من المشايخ من خارج الوطن : أن هذا الشيخ يريد انشاء مذهبا جديدا في السعودية.

لقد أصدرت هيئة كبار العلماء حفظهم الله ردا واضحا ينص على أن في مذاهب الأئمة الأربعة ما يتسع لكل المتغيرات الحديثة التي تجتاح العالم وأننا لسنا بحاجة الى مذهب جديد، وقد ورد في بيان هيئة كبار العلماء أن الفقه الإسلامي بمذاهبه الفقهية المعتبرة واجتهاداته المتنوعة يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة ويوفق بين حاجاتها والشريعة الإسلامية، وهو ما تبرهن عليه الهيئات العلمية والمجامع الفقهية التي تمارس الاجتهاد الجماعي..

وأضافت أن من نعم الله على المسلمين في هذا الوقت تيسير الاجتهاد الجماعي عبر هذه الهيئات والمجامع التي تتفاعل إيجابيا مع حاجات المجتمع وتطوراته المعرفية والاجتماعية والاقتصادية، ومئات القرارات التي صدرت عن هذه المؤسسات المجمعية في مختلف المجالات برهان ساطع على ذلك، وهذا الرد الواضح والصريح الذي يخرس كل من أراد أن يحدث في مسيرتنا الإسلامية المباركة عبر 1444عاما ما يعكر صفاء هذا النهج الإسلامي المنطلق من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد تكفل الله سبحانه بحفظه من التأويل أو التحريف، قال الله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وأتمنى على كتّابنا عدم اتهام تاريخنا الإسلامي بالترهل، وأنه تراث عفى عليه الزمن، والله سبحانه وتعالى قد حذر من يفتي دون علم شرعي قال جل في علاه : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )، صدق الله العظيم.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *