الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الذهب الأسمر في الأرض الطيبة – بقلم الكاتبه أ. قبله العمري

الذهب الأسمر في الأرض الطيبة – بقلم الكاتبه أ. قبله العمري

 

“احرث و ازرع ارض بلادك ،
بكرا تجني الخير لاولادك”
كانت هذه شارة لبرنامج قديم، اسمه “الأرض الطيبه”
كان يذاع صباحا مع شروق الشمس يتكلم عن الزراعة
فيما يبدو، في احد السنابات اطلّعت على ما
اطلقته وزارة البيئة و الزراعة و المياه مشكورة، حيث اطلقت مبادرة إعادة تأهيل المدرجات الزراعية،
تتضمن عددا من النقاط المهمة التي تخدم المزارع بالدرجة الأولى 
أجمل مافي هذه المبادرة أنها ستعيد لتلك الأراضي البور روحها وحيويتها و قيمتها الحقيقية التي فقدتها منذ عقود ،لذلك ارجو من اصحاب الأراضي الإطلاع على مبادرات الوزارة و الرجوع إليها وتحميل تطبيق مرشدك الزراعي -Murshiduk-للإستفادة من جهود الوزارة و التواصل معها
قبل عامين كتبت عن انات تئنها القرى في منطقة عسير ، وكانت صدريد مثالاً لأنها مطوقة تقريبا بأطول شريط سياحي، ولأن منتزهها هو الأكثر ظهورا في الشاشات و المقاطع و الفلاشات، قبل عامين قلت اخشى من الفلاشات أن تحرق و جهها الجميل الآخاذ، لكني اليوم أقول ابشري ايتها القرية الجميلة و كل قُرانا جميلة، وابشرهم جميعاً حيث جاءت هذه المبادرة
لتكون مساندة لتوجه الدولة في تنمية منطقة عسير و استغلال مواردها الطبيعية
ومن أهم مواردها الطبيعية
المدرجات الزراعية،
تلك الجيوب التي تحوي (الذهب الأسمر ) كما سماها حسن العمري ، عضو وأمين جميعة المزارعين في النماص ، واظنها أول جمعية للمزارعين، الذهب الأسمر ،
باذن الله سافرد له مقال آخر ، لكن
دعونا نقف قليلا مع انفسنا ونحن ابناء هذه البيئة الزراعية، و نأخذ نظرة شاملة على هذه الجيوب التي تحمل الذهب الاسمر ،
نقف و نتسائل كيف لنا أن نجني ذهباً من تلك البلاد و المدرجات،،
يجب علينا أن نقدم خدمات اجتماعية تعاونيه وهي اصلا مسؤلية فردية على كل مسؤل و على كل من امتلك هذه البلاد بأن
يقوم على رعايتها و الاستثمار فيها،
في بلادنا
نزرع الشعير و الحنطة بانواعها والذرة
و البقوليات بانواعها
و قد نزرع البهارات و القهوة ايضا، اليس “السنوت” شجيرة ربانية تنبت من غير جهد في بلادنا ومنطقتنا ، فكيف لو خصصنا لها قطعا مخصصة لاستزراعها والاستثمار فيها ،هذه الشجرة التي تنتج اطيب ثمر ،تلك الثمرة العطرة وفيها ورد الأثر ( عليكم بالسنا و السنوت )
لن نعدم الحيلة في استصلاح اراضينا الطيبة المباركة، فقط نتواصل مع الوزاره و مع الجمعية ،
لكي نعيد لهذه الأراضي حيويتها و جمالها وعطائها،
في تويتر و في مساحة مسجلة استمعت لعدد من المداخلات التي اشعرتني بالفخر و الحنين و الحزن في نفس الوقت عندما سمعت احاديث متعدده فاستمعت لمن يستعرض التاريخ الزراعي منذ الحرث الى كنز الحبوب و كيف أن اجدادنا كانوا يعنون عناية كاملة بتلك الأراضي، من حيث توزيع مياه الابار ، و تقسيم البلاد، و العناية حتى بالشجر في الجبال، ذلك “إرث ضيعناه، للأسف” ، واستمعت ايضا للمهندس الزراعي عبدالله الشمري ، وهو يثني على الزراعة في مدرجات عسير و يثني على التربة الممتازة فيها كتربة تعيد تغذية وتجديد نفسها بنفسها من خلال استقبال مياه الامطار المنحدرة من الجبال، تنحدر محملة بالكثير من العناصر المغذية للتربة الزراعية،
واستمعت لنماذج مشرفة من بعض المزارعين الذين انشاؤ مايسمى ب (بنك الحبوب )للحفاظ على الحبوب الأصلية،
ويجاهد هولاء الشباب لكي يحافظون على المنتج الأصلي الأصيل فالمنطقة و ينتجون منتجات عضوية صحية حتى يأمن المستهلك على لقمته ومطعمه ومشربه افلا يستحق هولاء الشباب وامثالهم الدعم و التكريم و المساعدة!؟
حتى يكونوا نواة لمصنع كبير قادم
مصنعا يقدم الخدمات الأساسية
و يستقبل الحصاد الزراعي و يحوله الى مواد متحوله ومُصنّعة ، فنكون
وفرنا في ارضنا الوظائف لشبابنا في بلادنا و انتجنا منتج عضوي نظيف، وقدمنا اللقمة النظيفه للمستهلك و سعينا مع دولتنا في تنمية بلدنا،
وليست القصيم عنا ببعيد و لا حائل و لا تبوك،
فالسكري على كل موائدنا نتسابق إليه
وتقيم له القصيم المهرجانات و المزادات،، و البطاطا في حائل والبهارات مشهورة، وهي في كل بيت، وتبوك مشهور بالفواكهه و والورود والعسل،،
ولسنا بدعا من الدنيا، بل بلادنا هذه المدرجات خير بلاد ، واهلها وناسها من اطيب الناس،
وانبلهم واقدرهم على الابتكار وتحمل المشاق ،،
قلت من قبل ،، ربما رأينا الشركات الأجنبية في محافظاتنا و قد اقامت صوامع الغلال و المصانع التحويلية و استقدمت المهندسين الزراعيين ، و انشأت المراكز التجارية،
وقد نرى كما هو حال بعض التجار الذين
انشأو أجمل الاماكن الترفيهية ، وحازوا السبق في اخذ وكالات الماركات العالمية، ومن ثُم يستثمرون في مدرجاتنا ،
اعتقد أنه من الواجب على اصحاب المنطقة أن يحرصوا أشد الحرص أن لا تكون هذه المدرجات مكاناً للترفيه ،
أو محل للقهوة و التكية و السهر و السمر،
بل اُهيب باصحاب القرار بأن يحثوا ابناء قراهم و قبائلهم إلى أن القطع الزراعية يجب أن تظل زراعية وتستثمر فيها مواردها الأصلية
من قمح وشعير وذرة و بقوليات
وبالقرب في رجال ألمع
تلمع شركة ارامكو هناك وتستثمر في استزراع وتصنيع البن ،
لذلك كونوا بالقرب من بلادكم
لأن ارامكو او تادكو ستكون قريب ،
في تبوك مثلا
يقيم سمو امير منطقة تبوك سنويا
جوائز للمزارعين
فلدينا كل عام
جائزة أفضل مزرعه
جائزةافضل مزارع
جائزةافضل مشتل
وهكذا ،،
هذه خاطرة احببت ان اضعها هنا علّها تجد من يتبنى فكرة بعث الأرض من جديد واستحثاث الهمم لذلك و
طبقوا الاغنية التي كنا نسمعها من قبل
(احرث و ازرع ارض بلادك، )
فهي الكنز القادم
الذهب الاسمر ، بين ايديكم (القمح)

*اضاءه
قال صلى الله عليه وسلم
ما أكل ابن ادم طعاما خيرا من كسب يده)

دمتم بوعي 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *