افتتحت عقبة شعار ( عقبة الموت ) قبل أكثر من 42 عاما وبالتحديد في عام 1980م وحوادثها تترا، ولم تعطَ كثير من الاهتمام بالصيانة والتطوير من الجهات المعنية والعمل على الحد من ظاهرة هذه الحوادث التي تصدمنا بين وقت وآخر، ولم يتم أي إجراء لتعديل بعض المواقع الخطرة، وصيانتها ماتزال في الانتظار لأجل غير محدد..
كما تداولته بعض وسائل التواصل الاجتماعي؛ ربما لعدم توفر المبالغ الضرورية أو الجهات التنفيذية لم تعطي الأولوية التي تستحقها هذه العقبة وبصوت عال ( الكرة في ملعب وزارة النقل)، وجرس الإنذار يقرع في مكاتبها في مدينة أبها، لكنها ربما تنتظر التوجيه من وزارة النقل لسرعة أعمال الصيانة الضرورية لتلافي مثل هذه الحوادث المميتة، والتوجيه بسرعة تنفيذ أعمال الصيانة المطلوبة، ومعالجة مواقع الخطورة في هذه العقبة..
والسؤال الذي يطرح نفسه من هو المسؤول عن الأنفس البريئة التي ازهقت؟!! لن أدخل في إحصائية عدد الأنفس البريئة التي لقيت حتفها على يد سائقين يجهلون صعوبة العقبة، ولم يوعّوا بخطورتها وخصوصا السيارات الكبيرة كالباصات والتريلات والقلابات والنقاط الحرجة والتأكد من صيانة الفرامل ( الكوابح ) وسلامتها قبل عبور هذه العقبة المنحدرة بطول 18 كم تقريبا.
وزارة النقل تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية؛ لعدم معالجة وإصلاح مواقع الخطورة التي تتسبب في الكثير من الحوادث وقد امتد بها الزمن لفترة طويلة، وكم أتمنى أن يكون هناك مركز فحص للسيارات قبل الدخول في العقبة للتأكد من سلامة السيارات وكفاءة السائقين، وتزويدهم ببعض إرشادات السلامة والنقاط الحرجة التي تستحق أخذ الحيطة والحذر.
عقبة شعار طريق استراتيجي يخدم منطقة عسير سراة وتهامة وكل الوطن، لكنه بكل معاني الأسف والحزن أصبح يلقب بطريق الموت؛ لكثرة ضحاياه من المواطنين والسواح والمقيمين، وحتى الآن وزارة النقل لم تتعامل مع هذه الحوادث بما تستحق، وكم هو محمود لوزارة النقل لو أن أحد الوكلاء ومعه فريق من الفنيين تواجدوا بالسرعة الممكنة لمعاينة مكان هذا الحادث عن كثب والشعور بعظمة الموقف وأهميته، ومشاركة المواطنين المكلومين والمصابين مشاعرهم للتخفيف من المعاناة النفسية للمكلومين والمعالجة الفورية لأسباب هذه الحوادث المميتة وهذا القتل المتكرر لأنفس بريئة من رواد هذا الطريق الذي أجبرتهم ظروف الحياة على سلوكه.
لقد هيأت الدولة أيدها الله كل الطرق المزدوجة والحديثة بين المناطق والمحافظات والهجر، وفتحت العقبات لربط الوطن بشبكة طرق هي الأكبر والأفضل من نوعها المستوى الإقليمي، ووفرت كل المبالغ لصيانتها وديمومتها، وما أصاب عقبة شعار أخطاء بشرية يمكن معالجتها بإذن الله، والله المستعان.
التعليقات