إن كانت مكة المكرمة قبلة العالم الإسلامي، فالرياض عاصمة القرار العالمي، تلك هي الحقيقـــــــة، فالاقتصاد والسياسة توأمان يتحـــــركان في مسارين متوازيين جنباً إلى جنب كلما ارتقى أحدهما تبعه الآخر، وهذا ما تشهده بلادنا حرسها الله، فقد برزت في محيطها العربـــي والإسلامــي والعالمي كقوة عظمى بكافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.
إن من يراقب الإعلام الإقليمي العربي والعالمي عن كثب بكافة قنواته المختلفة، متجرداً ومنصفاً، يتساءل: كيف جعلت تلك القنــــــــوات الخبـــر الرئيس في نشراتها الإخبارية – المملكة العربية السعودية – هو محور خبرها، والحديث عنها هو عنوانها الأبرز، مشتملاً الخبر والتحليل؛ لولا أنها على يقين بأن هذه البلاد هي من تصنع القرار العالمي بما حباها الله من قوة اقتصادية، وحكمة سياسية، وموقع جغرافي متميز، ومكــــــان مقدس بوجود الحرمين الشريفين.
مؤسف اتخاذ بعض الأفراد من خارج البلاد مواقف عدائية نحو بلادنا من خلال حملاتهم ومنابرهم الإعلامية التي لا غرض لهم بها ســوى شق الصف، والتقليل من منجزاتنا، بعد أن وفرت لهم تلك البلاد الحماية وهي من تحارب الإسلام وأهله، ومن كانت وراء قيام دولة الاحتلال منـــــــذ تأسيسه حتى يومنا هذا، فقد اعتادوا على قلب الحقائق، ودفن الحسنات، مع الكذب في الحديث، والفجور في الخصومــــــة، وليس هذا من أفعال المسلمين ولا من شأن أهل الإسلام الذي يدعونه.
وفي ظل التميز الذي حازته بلادنا والتأثير الإيجابي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وبما لديها من إمكانات، فقد كان لهـــــــــذا التأثير استحقاق يتمثل في تقديم العون للمتضررين من الكوارث الطبيعية على الدوام، ناهيك عن الدعـم المالي بالمليارات للدول التي لديها شـــــــح في الموارد بلا مقابل يذكر، بدافع الإنسانية والجوار والأخوة الإسلامية والمصير المشترك.
عندما تنشغل الدول العظمى بساحات صراع أخرى بعيداً عن منطقتنا العربية فسوف يسهم ذلك الصراع في حل معظم قضايانا البينيـــــة مع دول الجوار العربي والإقليمي، لا سيما أن تلك الدول قد استثمرت عقوداً من الزمن على الصراعات المحلية في الوطن العــــــــربي باللعب على الوتر الطائفي لتفريق الصف تارةً، والتخويف من سطوة الآخرين واعتدائهم تارةً أخرى.
ختاماً: يقول الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – مجيباً على سؤال: كيف ترى السعودية بعد خمسين عاماً؟ فيجيب بقولـــه: سوف تكون هذه البلاد مصدر إشعاع للبشرية؛ ونحن نقول: كما انطلق شعاع الإيمان من مكة المكرمة على العالم أجمع لنشر الاسلام، فســـوف ينطلق شعاعاً آخر من الرياض عاصمة القرار العالمي في القريب العاجل ليصل مداه لدول الشرق الأوسط جميعها لتنعم بالأمن والأمان والاستقـــــــرار والازدهار، وإن غداً لناظره لقريب.
التعليقات