المعارك الفاصلة في التاريخ العربي والإسلامي والتي حدثت في شهر رمضان المبارك ليجمعوا بين أجر الصوم والجهاد، فكـــــان النصر محـققا بإذن الله، ولو استعرضنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أنه مر بفترات حرجة تهدد الأمة الإسلامية وتنذر بزوالها، فقيض الله لها قادة نذروا أنفسهــم لحماية الدين والمقدسات أمثال القائد صلاح الدين وملك مصر سيف الدين قطز ويوسف بن تاشفين الذي قاد جيشا قوامه أكثر من أربعين ألـــف وعمره تجاوز(84) عاما للدفاع عن الأمة الإسلامية وحماية دينها ومقدساتها، ومن أهم هذه المعارك الفاصلة:
- معركة بدر الكبرى في (17) من رمضان السنة الثانية للهجرة والتي تحقق فيها النصر العظيم للحق على الباطل والإسلام على الكفـــــــر بقيادة القائد الأعظم محمد بن عبد الله الرسول الخاتم بجيش قوامه 300 صحابي على مشركي قريش في جيش قوامه أكثــــــــر من900 مقاتل، وقد قتل منهم 70 مشرك وأسر 70 آخرون عند عيون بدر.
- فتح مكة المكرمة ويسمى (الفتح الأعظم) في (20) رمضان في السنة 8 للهجرة، وقد أتت نتيجة لنقض قريش لصلح الحديبية فجهـــــــز الرسول عليه الصلاة والسلام جيشا قوامه 10000 آلاف مجاهد، وقد دخل مكة المكرمة سلما دون قتال، وقال قولته المشهورة لأهـــــــل مكة الذين حاربوه وحاصروه وعذبوه: ياأهل مكة ماذا تظنون إني فاعل بكم: قالوا أخ كريم وابن اخ كريم فقال اذهبوا فأنتم الطلقاء (عفو كامل)، وانضمت مكة المكرمة للدولة الإسلامية في المدينة المنورة.
- معركة القادسية في العراق، وقد حدثت في شهر رمضان سنة(15) للهجرة بين المسلمين بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقــــــــاص وبين الإمبراطورية الفارسية بقيادة القائد المشهور رستم الفارسي، وكانت من أشرس وأعنف المعارك وقد استخدمت فيها الفيلة، انتصر فيــها المسلمون وهي من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي.
- معركة وادي لكه وهي بوابة فتح الأندلس حدثت في (28) رمضان سنــــة (92) للهجرة بقيادة طارق بن زياد، انتصر فيها المسلمـــــون وانهزم الجيش القوطي، وكانت بداية الفتح الإسلامي للأندلس.
- معركة حطين بين المسلمين بقياد صلاح الدين والصليبيين، وقد أحكم صلاح الدين خطته الحربية مما أدى الى محاصــرة الجيش الصليبي وهزيمتهم شر هزيمة واستعادة بيت المقدس، وقد سمح للمحاصرين الصليبيين بمغادرة بيت المقدس خلال 40 يوما الى بلادهم بمـوجب فدية حددت ب10 دنانير ذهبا عن الرجل، وعن المرأة 5 دنانير ذهبا ولكل طفل 1 دينار ذهبا واحدا فقط، وعاملهم بأخــلاق الإســــــــــلام وسماحته، ولم يعاملهم بمعاملتهم السيئة لأسرى المسلمين وحقدهم وعنصريتهم التي ماتزال تحكم تصرفاتهم وسياساتهم على الساحـــة الدولية.
- معركة الزلاقة سنة (479) للهجرة وقعت جنوب دولة اسبانيا حاليا في شهر رمضان المبارك بين جيش المرابطيـــــــن بقيادة يـوسف بن تاشفين وجيش الفرنجة وقد قاد ابن تاشفين هذا الجيش العظيم الذي تجاوز 40 ألف مجاهد بنفسه وعمره 84 عاما، وكتب الله له النصر في هذه المعركة وكانت بداية عصر المرابطين في الأندلس.
- معركة عين جالوت في فلسطين الواقعة بين مدينة بيسان شمالا ومدينة نابلس جنوبا بين جيش المماليك بقيادة الملك سيف الـــــدين قطز وقائده العسكري ركن الدين بيبرس وجيش المغول، وقد انتهت هذه المعركة بانتصار المسلمين وتحريـــــر المسجــــد الأقصى وطــــرد المغول الى غير رجعة.
- فتح عمورية وهي بلدة كبيرة قرب انقرة التركية وكانت أكثر مكانة من القسطنطينية، وكان الروم قد هاجموا المسلمين وأســـــروا النساء فصاحت منهن امرأة وامعتصماه فبلغ الخبر المعتصم فقال: لبيك وجهز جيشا عظيما وخرج الى الروم فتح عموريـة في رمضان عــــــــام (223) هجرية، وهزم الروم شر هزيمة وانتصر للمرأة المسلمة، ورفع راية الإسلام في عمورية عالية خفاقة.
- حرب أكتوبر (حرب العاشر من رمضان) من عام (1973 م) تمكنت القوات العربية من الانتصار على القوات الصهيونيــة الغاصبــــــــة، فعبرت الجيوش العربية قناة السويس وحطمت أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر بعد أن حطموا خط بارليف الحصين والذي يعتبر من أكبر الموانع العسكرية في التاريخ الحديث.
هذا موجز مختصر جدا للمعارك التي خاضها المسلمون في شهر رمضان المبارك وانتصروا فيها عندما كانوا يحملون راية واحدة تحمل كلمـــة التوحيد (لا إله الا الله)، قال الله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، اللهم أعز دولة الإسلام العظمى وحصنـــه الحصين المملكــــــــة العربية السعودية، وكل عام والوطن بخير.
التعليقات