الكاتب الأستاذ عقيل العقيل وهو كاتب متمكن واسع الاطلاع كتب في موضوع أبعد ما يكون عن تخصصه، وقد تناول في هذا المقال غطاء الوجه والحجاب للمرأة المسلمة وجيّره للعادات والتقاليد ولم يستند لحكم شرعي من القرآن والسنة النبوية الشريفة والنصوص الشرعية التي تحدد حكم غطاء الوجه والحجاب وفضائله، وهذا المقال وأمثاله يبحث في القضايا الخلافية لتبرير وجهة نظرهم ويحمّل وبكل أسف العادات والتقاليد وأنها هي التي تدعو للتمسك بالحجاب وغطاء الوجه والأولى أن يدع مثل هذه المواضيع لأهل الاختصاص، قال الله تعالى: ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )، وقد استشهد الكاتب عقيل لإثبات صحة ما ذهب إليه ما قاله ( مخرج مسرحي تونسي ) أن الحجاب تراث عفى عليه الزمن، وأنه يهين المرأة، ولم يستشهد بأحد العلماء المشهود لهم بالصلاح والتقوى وليس بكاتب مسرحي!!
ثم قال الكاتب عقيل: أن الدين ساوى بين الرجل والمرأة في العبادات والأحكام، وهذا أمر يحتاج الى توضيح فهناك فوارق بين المرأة والرجل لا يغيب عن عاقل، وتطرق في هذا المقال الى لبس المرأة ثم عاب على سيدة عندما رأت امرأة متسترة قالت هذه تربّت صح، فما الضير في ذلك يا أستاذ عقيل؟ وكما قال الشافعي: وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه.. إن مثل هذا المقال ربما يتسبب في التشويش على المجتمع، ونحن نعيش والحمدلله في أمن وسلام مع النفس ومع المجتمع ومع القيادة الراشدة، وفي ديننا سعة ولله الحمد فغطاء الوجه أو الحجاب أو كشف الرأس للمرأة أمر شخصي والحرية متاحة ( وكل نفس بما كسبت رهينة ) فلماذا نحمل الأمور أكثر مما تستحق.
إنني أتمنى من كتاب الرأي ألّا يخوضوا في أمور الدين فلدينا ولله الحمد صفوة من العلماء الأجلاء يمثلون هيئة كبار العلماء. وفي هذا السياق الدكتور أحمد الغامدي عندما أفتى بأن من يخرج من الإسلام من المسلمين ليس عليه حرج ولا عقاب بمعنى أنه من أراد الخروج من الإسلام فليفعل فليس عليه حساب ولا عقاب سواء من المجتمع أو من الدولة، وهذا أمر مفروغ منه فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) والمستغرب أن الدكتور أحمد لا يفتي إلا في الأمور الخلافية ولو ترك الأمر لذوي الاختصاص لكان أجدى وأنفع، وفي رواية ( أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار )، لأن مثل هذه الفتاوى ربما تجر الى فتنة وتدفع الجهلة بالدين من الشباب الذين عانوا من ضعف التربية أو من الزملاء والشلل من خارج مجتمعنا لهم ميول كفرية الى إفساد الشباب والشابات وإخراجهم من دينهم، وإن كان لابد من الفتوى فعلى الدكتور أحمد أن يعظّم هذا الأمر وخطورته على الشباب وأنه كفر بواح، وأن المرتد عن دينه سوف يفقد مكانته في أسرته ومجتمعه والعاقبة أشد وأنكأ، والله المستعان .
التعليقات
تعليق واحد على "المطلوب من كتاب الرأي في صحافتنا مراعاة الاختصاص – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري"
يقول تعالى ( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا و الأخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة آية 217