الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

التنقام !! – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

التنقام !! – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

 

نقمة، يا نقمة، فلان نقمة، وفي رواية نجديه : فلان عيّار، وكذلك قال الذين من قبلهم، : ( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) هكذا بقي في جينات البعض منا من لم تهذبه تعاليم الإسلام لاتزال عالقة في جيناته بعضاً من تلك الذرات، ذرات الاستعلاء، وذرات الإنتقاص ممن اعطاهم الله من فضله، فإذا كان الأولون كرهوا النبوة لمحمد الأمين ونظروا له شزرا، أنه لا يستحق النبوة وأن هناك رجالاً عظماء يستحقون النبوة لأنهم ذوي مكانة ووجاهة في قومهم، ثم يقول الله من ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ۝

في ثقافة مجتمعية بسيطة المعنى لدى اصحابها عظيمة بل شنيعة الاأثر والتأثير في نفوس المتأثرين بها والمتضررين، ثقافة ( التنقام ) فلان نِقْمه !!! يعني يذب يرسل محشات، ببعض اللهجات،، ويقصف الجبهات، ويكسر المجاديف،، ثم يأتي هذا تحت مسمى ( نمزح ياخي ) نتجاهل كثيرا الآية ( ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ .

استاء كثيرا كما هو حال الكثير،، ممن يسقط على الحلقة الأضعف في الأسرة، وفي مجموعة الأصدقاء وفي مجموعة الجماعة، وفي مجموعة الدوام،، كل تجمع هناك شخص يُسْقِط عليه الجميع، ويتنمر عليه الغالبية، لأنه يتحلى بالإبتسامه والصمت و تمشية الأمور،، هكذا يتنمر كثير من احبتنا وزيادة ، ليستعرض قواه وجيناته التي لم تُسلم بعد و التي لاتزال عالقه من اثار كفار قريش !!، فيا أيها الأحبة،، أليس منكم رجل رشيد، ؟؟ هل نحتاج الى قواني مثل مناهضة التنمر ، لتردعنا عن مثل هذه الإسقاطات.

ألم نُرشّد جيناتنا ونُهذّب هذه البقية الباقية، فعلى الرغم من الخطب والوعظ والرسائل المباشرة وغير المباشرة، إلا أن هذا “التنقام” والإنتقاص من الآخرين حتى لو تفوقوا عليهم اولئك المنتقص منهم، تظل هذه فتوة بغيضة عند الكثير،، ولذلك يجب أن ننتبه بأن جُرح الشعور اعظم من جُرح البدن،، الشعور فيه انكسارات متراكمة تتزايد هذه الإنكسارات وتكثر فيها التشققات وتمتليء بالانبعاثات الدموية الفاسدة، الناتجة عن تلك الكلمات المسمومة، لتصبح ذات يوم على شكل، جلطة، سكته، عاهة نفسية، تأتأه، رهاب اجتماعي، تواري عن الإنظار، انطواء،، فرفقاً بالأرواح والشعور، والنفسيات، ( وقولوا للناّس حُسنا ) وفي الحديث ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) قدم لسانه، !!

والشاعر قال :
” أَحْسِنْ إلى النَّاسِ تَسْتَعبِدْ قلوبَهم .. فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ ·

*اضاءة،
نحن هنا ضيوف على بعضنا ، وغداً نكون ضيوف على ربنا، فكيف تحبون أن تفدوا على الله رب العالمين . دمتم برقي.

 

التعليقات

تعليق واحد على "التنقام !! – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. جراحات السنان لها إلتئام … و لا يلتام ما جرح اللسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *