الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

يوم التأسيس “ذكرى مجيدة” – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

يوم التأسيس “ذكرى مجيدة” – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقام بتأسيس أول دولة للإسلام تقوم على العدل والإحسان، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وقتها كان يسكن المدينة العديد من الأقوام والطوائف، فأنشأ رسول الله عليه الصلاة السلام وثيقة المدينة التي تنظم علاقة المسلمين مع أولئك الأقوام والطوائف، يعتبرها الكثير من المؤرخين مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، لما تضمنته من بنود تكفل لجميـــــع قاطني المدينة حرية المعتقد، وممارسة الشعائر، والعدل والمساواة والكثير من التنظيمات التي لم تُسبق في موضوعها وتصنيفها، وسبقت بذلك كافة الأنظمة لما تحويه من إعلاء لقيم التسامح والتكافل والحرية ونصرة المظلوم والتعايش السلمي في ظل شريعة سمحة تكفل للجميع كافـــــة الحقوق.

وتمر القرون تلو القرون والمسلمون يتعايشون مع غيرهم على ضوء ومنهاج تلك الوثيقة أو الدستور المدني، كما يحلو للبعض تسميتـــــــــه . واستمرارا لذلك النهج سار قادة هذه البلاد المباركة منذ التأسس وحتى اليوم والإسلام دستورا ومنهاجا لهذه البلاد المباركة. وأحياء لهذا النهج وما يحمله من معاني رفيعة وقيم عالية صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكــــون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمـــــــام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ / 1727م.

والذي جاء من أهداف هذه الذكرى، الاعتزاز بالجذور التاريخية للدولة السعودية، والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم، وما تحقـــــــــق من استقرار ووحدة مباركة وإنتشار الأمن في كافة ربوع الوطن، والفخر بصمود الدولة السعودية منذ التأسيس وحتى عهد العزم والحزم في الدفاع عن ثرى هذه الأرض الطاهرة والوقوف في وجه كل من تسول له نفسه المساس بشموخها وأنفتها. وها نحن نعيش هذه الأيام هذه الذكــــــــرى السعيدة والملحمة التاريخية في ظل قيادة حكيمة وشعب كريم وأرض مباركة ووحدة، عز الزمان في الإتيان بمثلها..

واليوم أصبحت بلادنا ولله الحمد تتبوأ مكانة عالمية رفيعة ومنزله مرموقة بين سائر الأمم بمنجزاتها الحضارية ومكتسباتها التنمويـــة في شتى المجالات، مستلهمة في ذلك مسيرة طويلة من الكفاح والنضال والكبد والمعاناة والتضحية الكبيرة للأئمة الموسسون، الذين شيدوا بدمائهــــــــم وعرقهم أعظم قصة للمجد وأجمل قصة تروى على مدى الأيام والأزمان. فاللهم أحفظ بلادنا وقادتنا وشعبنا، وأدم علينا الأفراح والمســـــــــرات والمناسبات السعيدة. وما قيمة الانسان بلا وطن، بلا عَلَم، ودونما عنوان.

وطني لو شغلت بالخلد عنه  …  نازعتني إليه في الخلد نفسي

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *