الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

قال تعالى : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

قال تعالى : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ) – بقلم الكاتب أ. صالح الشهري

 

خلال القرن الماضي وحتى تاريخنا المعاصر ماتزال الصراعات بين البشر تسير وفق منهج الله لتحقيق التوازن بين الأمم، والله سبحانه وتعالى يضرب الظالمين بالظالمين لتستقيم الحياة وتتبادل المصالح والمنافع، وعندما يختل هذا النظام العالمي بالتعدي على حقوق الآخرين، وتجاوز حدود المصالح تعود الصراعات.

الحرب الأمريكية بدأت عام 1861 حتى عام 1865م استمرت أكثر من خمس سنوات، وحصدت أكثر من مليون قتيل، ومات في السجون أكثر من 30 ألف و120 ألف مفقود.

الصراع الياباني الصيني بدأ هذا الصراع عام 1937م الى عام 1945م دامت أكثر من 8 سنوات وقد حصدت من الجانب الصيني أكثر من 1,300,000مليون قتيل و120 ألف مفقود، ومن الجانب الياباني 520 ألف قتيل.

الحرب العالمية الأولى بدأت عام 1914 – 1918م قد أشعل شرارتها طالب جامعي باغتياله ولي عهد النمسا اشترك فيها اكثر من70 دولة، وتعتبر أكثر دموية حيث قتل فيها أكثر من 22 مليون انسان، وقد تسببت في أحداث تغيرات على مستوى العالم، و تسببت في نشوء الحرب العالمية الثانية والتي امتدت للفترة من عام 1939 الى 1945م وهي أكبر حرب دموية عبر التاريخ كما أحدثت تغيرات في العالم تجاوزت كل التوقعات، وقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية السلاح النووي ضد اليابان بعد أحداث ميناء بيرل هاربر، وتسببت هذه الحرب في مقتل أكثر من 60 مليون إنسان، وقد أحدثت بؤر للصراع أهمها نشوء دولة إسرائيل، وسقوط الدولة العثمانية، وبدأت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، ثم تفتت الاتحاد السوفيتي وبدأ سباق التسلح، ونشأ حلف الناتو.

الحرب الكورية بدأت كحرب أهلية بين الشمال والجنوب 1450 – 1953 م وامتدت لأكثر من ثلاث سنوات بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وقد حصدت أكثر من مليون قتيل من العسكريين والمدنيين من أطراف النزاع وبتقسيم الدولة الكورية الى دولتين شمالية وجنوبية، واشتد العداء بين الشمال والجنوب وفق أيدلوجية شرقية وغربية وبدعم من أمريكا والصين.

وأخيرا نشأت حرب شرسة بين الروس والأوكرانيين، وقد انطلقت شرارتها في 24 فبراير2022م وما تزال تشتد شراسة وعنفا بدعم من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وهم يدفعون بهذه الحرب الى حافة الحرب العالمية الثالثة، وزيلينسكي يقدم شعب أوكرانيا الى المحرقة في أتون هذا الصراع بين الغرب والشرق. الشعب الأوكراني يتحمل تبعات تهور زيلينسكي الرئيس الأوكراني والذي يدفع بشعبه الى التشرد واللجوء الى دول الجوار وتبقى المدن الأوكرانية أطلال للذكرى.

الروس دولة كبرى ولن توقف هذه الحرب إلا بصلح مقبول لديهم أو بحرب نووية تكتيكية محدودة، والأمريكان والروس يدركون حجم ضرر السلاح النووي على شعوبهم ولهذا لن يغامروا، وسوف يقتصر الأمر على دمار أوكرانيا وربما ينال دول أوروبا نصيب من الغبار النووي إذا استمروا في دفع أوكرانيا الى التمادي في التحدي والاستفزاز لدولة نووية كبرى مثل روسيا، ويتعرض الاقتصاد العالمي للركود والكساد وقد يمتد لفترة طويله اذا استمرت هذه الحرب، وعلى حكماء العالم البحث عن حلول لهذا الحرب الشرسة، وجلوس الاوكرانيين الى طاولة المفاوضات والصلح والخروج بأقل الخسائر.

اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل مكروه ومن الزلازل والفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *