الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

وجهة نظر حول المساجد! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

وجهة نظر حول المساجد!  – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

تبذل وزارة الأوقاف في بلادنا حرسها الله جهوداً جبارة في خدمة بيوت الله” المساجد” وتنفق المليارات سنوياً لصرف الرواتب، والتشييد، والصيانة، والترميم، وغيرها من النفقات الأخرى، إيماناً منها بأهمية ودور المسجد باعتباره مؤسسة دينية تخدم المجتمع بكافة أطيافه وفئاته المختلفة.

وكما هو الشأن في كل عمل، يظل جانب القصور ظاهراً جلياً لمن يرصد الواقع، ويراقب عن كثب، فمع كثرة المساجد في بلادنا التي فاق عددها حسب آخر الاحصائيات(98) ألف مسجد وجامع، إلا أن المشكلات التي تبدو ظاهرة للعيان في المساجد الواقعة على طرق المسافرين تحديداً عديدة ومتنوعة لعل أبرزها، تلف صنابير المياه، انقطاع المياه، تلف مصابيح الكهرباء، عطل الميكروفون، تلوث دورات المياه…. الخ.

ومع كثرة مساجد الزوايا وقلة مرتاديها، إلا أن هناك عجز ظاهر للعيان فيما يتعلق بالجوامع التي تؤدى بها صلاة الجمعة في كافة المناطق ليضطر معها المصلون أداء الصلاة خارج الجامع تحت وهج الشمس الحارقة، والأمطار، والعواصف تفادياً للازدحام، ناهيك عن التوزيع غير المنتظم للجوامع بما يتواءم مع عدد السكان إذ تذكر الاحصائيات أن الجوامع في منطقة عسير مثلاً تتفوق في العدد على منطقة مكة المكرمة التي يزداد بها عدد السكان عن عسير.

ومن القضايا التي تتطلب الدراسة والبحث هو النظر للعمال الوافدين بواقعية حيث فترة بقاءهم في بلادنا مؤقتة ومحدودة، ومعظمهم من الجاليات الآسيوية “باكستان، بنجلادش، الهند”، يشهدون معنا صلاة الجمعة ليؤدوا الفريضة، دون أن يستفيدوا من الخطبة، فهم لا يجيدون العربية، ولا سبيل لإفهامهم مدلولات الخطبة ومعرفة مضامينها سوى الحديث بلغتهم، ما يعني التفكير جلياً في ترجمة الخطبة عبر منشآت ملحقة بالجوامع حال اتساعها، أو تحديد جوامع يقوم على الإمامة فيها خطيب من جنسهم يتحدث بلغتهم يتبع وزارة الأوقاف ويعمل تحت مظلتها.

خلاصة القول: ما سبق من المشكلات يستلزم الحلول ومنها: تفعيل الدور الرقابي بصورة أكثر فعالية، وتوظيف العمالة الوافدة للقيام بدور التشغيل والصيانة للمساجد على مدار الساعة، وقصر فترة الانتظار بين الأذان والإقامة إلى عشر دقائق للصلوات” الظهر والعصر والعشاء”، والتنسيق مع البلديات للترخيص ببناء المساجد بالمناطق وفق ما تقتضيه الحاجة من خلال إعادة التوزيع بما يتناسب مع عدد السكان، وتوجيه المنبر عبر الأئمة عن طريق حث المصلين على استشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية للعناية بالمساجد فذلك من عمرانها.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *