الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

ماذا تعرف عن التأمين الصحي؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

ماذا تعرف عن التأمين الصحي؟!! – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

التأمين الصحي هو نظام اجتماعي يعتمد على التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع وهو أحد أنواع التأمين ضد مخاطر الظروف الصحية للفرد، ويشمل تكاليف فحصه وتشخيصه وعلاجه ودعمه النفسي والجسدي كما قد يتضمن تغطية بدل انقطاعه عن العمل لفترة معينه أو عجزه الدائم، وهو الطريق لإيصال الرعاية الصحية للفرد والمجموعات. وهناك مجال كبير للاحتيال في التأمين الطبي من قبل شركات التأمين الصحي، وارتفاع أقساط التأمين لمواجهة الزيادة في معدل الخسارة التي قد تلحق بالشركات وتأثيرها الضار على جميع المرضى.

وقد ورد في مقابلة للمذيع اللامع المد يفر مع الدكتور محمد الأحمري حديث حول التأمين الصحي إيجابياته وسلبياته، وكان الحديث صادم عندما قال الدكتور الوضع السابق أفضل لأن الدولة تعنى بسلامة المواطن وصحته كأولوية، ولكن شركات التأمين تتعامل مع العملاء كسلعة استثمارية وبالتالي يحظى بعض المرضى برعاية طبية عالية وآخرون من ذوي الدخول المتواضعة لا يحظون بالخدمة الصحية الضرورية كحد أدنى، وحتى الطبيب يتعامل مع المرضى كزبون وليس كمريض.

يقول الدكتور محمد الأحمري أيضا: شركات التأمين تحول المريض الى زبون إن كان غني عالجوه وإن كان فقير يموت كما يقولون في أمريكا، ويقول دخول شركات التأمين الصحي في الخليج تشكل خطرا على مستقبل الصحة بل هي مدمرة لمستقبل الصحة في منطقة الخليج، ولتلافي هذه الحالة التي تضر بالمريض وبسمعة الشركات أن يعطى كل إنسان (المريض) حق المعالجة على مستوى واحد،

وهناك فوارق كبيرة في معاملة المرضى؛ لأن العملية أصبحت تجارية بحته والجانب الإنساني عند شركات التأمين لا مكان له في قواميس الربح والخسارة لديهم؛ لأنها تبحث عن الربح ويتحمل الزبون تدني مستوى الربح على حساب صحة المريض وخصوصا ذوو الدخول المتدنية، وأضاف الدكتور أنه ضد التأمين إلا إذا كان لوزارات الصحة دور رقابي على هذه الشركات التي تعنى بالتأمين الصحي،

ويستشهد بمواقف مع شركات التأمين الأمريكية؛ لأنهم يتعاملون مع المريض كسلعة ويسقطون الجانب الإنساني في حق المريض في أخذ العلاج المطلوب إذا كان من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة، ويتمنى  أن يكون هناك جهاز رقابي شامل على شركات التأمين الصحي لضمان علاج المريض وفق المعايير الصحية حسب الحالات المرضية دون تمييز.

إن التأمين الصحي مظهر من مظاهر الرعاية الطبية الشاملة، وعامل من عوامل التكافل الاجتماعي عندما يكون لوزارات الصحية دور في دفع شركات التأمين الصحي لإعطاء المريض حقه في العلاج والرعاية الطبية على مستوى واحد وفق المعايير الطبية لمنظمة الصحة العالمية كما هو الحال في أوروبا، ويكون لها دور رقابي فاعل ومؤثر، والله المستعان.
                                                  

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *