( عصرية ولمة حريم وسوالف منوعة ) ..
بينما بعض الجارات في مجلسي،، والضيافة تدور في خوانٍ بسيط
كذلك دار الحديث ،، لم يدُر الحديث فقط في دائرة واحدة ،،
بل دار بطريقة متنوعة كما كانت المائدة متنوعة،
ولكن ما احببت ايراده هنا ،
هو ذلك الحديث المُحمّل بالآنين ، والذي خُتم بتنهيدة جماعية ،،
كانت تلك التنهيدة بمثابة الستار الذي أُسدل على مشهد من قصة حزينة،
ولكن لم يتم التصفيق ،، بلى ، كان تصفيق ولكن
على غرار ما قاله الشاعر، السديري
“وصفقت بالكفين يأس على يأس،،
هكذا تنهدت النسوة ، إذ قالت أم خالد
بأن مزارعهم في الجوف اصبحت اعجاز نخل خاويه،
قالت : هلكت كل المزارع إلا مزرعة يقوم عليها ( شايب )!!،، شايب ،
لا عجب أن تكون مزرعة “الشايب” باقية على اصولها،، تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ،
تلك الكفوف التي يمدها الشايب إلى مزرعته،
فيبارك مياهها ويبارك تربتها ويبارك نبتها وثمرها،،
ذلك الشايب في الجوف،، مثله شايب آخر في بيشه، وآخر في النماص وآخر في ابها ، وآخر في نجران ، وآخر في الخرج وكذلك الأحساء وكذلك المدينة المنورة،،
لقد عشت في ديار تربتها غنية ببركات الأيدي المخلصة،،
كذلك كنا من قبل، ولكن هل تمن علينا الحضارة،، فتمنحنا وقتاً نمنحه لتربتنا التي خرجنا منها اغنياء بالقناعة وبزاد يكفينا وكفانا ،
لايزال الهاجس المزعج الذي يسكنني عندما ارى
تلك الأراضي البور والبيوت المهجورة في قرى منطقة عسير ،، سكنها الأشباح،، كذلك يسكنني الوجع،،
لن اعيش معكم هنا دور النائحة وإن حُق لي ذلك، فلست بمستأجرة ، كلّا والله،
ولكني ساكون “توماس اديسون” الذي جعل من مصباحة قنديلا يضيء العالم ،،
حيث سأقدح افكاراً تضيء عقولاً تنشد النور، لنخرج بكنوز هذه المنطقة الغنية ،
ففي منطقة عسير الحبيبة ،
مقدرات تغيب عن جيل كامل ، عاش ثلثي قرن بعيداً عن مسقط رأسه إلا من نزهة في الصيف،
ففي مدرجاتنا الزراعية في عسير
التي تكتظ بالخيرات
وترقد مكرهة على كنوز عظيمة متنوعة لايحرسها الجن كما هي عادة الجن في حراسة الذهب المكنوز،،
فالكنوز هنا مختلفة،
هنا ،، خلايا ذهبية من ( العسل )
وهنا رمال ذهبية من ( القمح )
وهنا حِصيّ ذهبية من ( التمور )
وهنا بقوليات و ورقيات وشجيرات عطرية،
فلا يضرك بأيهما ابتدأت ،
في لقاء مساحي تويتري ،
تحدث المهندس الزراعي / عبدالله الشمري ،
عن امكانية التصنيع، أو ما يسمى بالتصنيع الزراعي والتصنيع الحيواني ..
ومايمكن توفيره من التهجين الحيواني والنباتي للوصول لمنتج أفضل جودة واقل كلفة واسرع انتاجاً ربما ،!
هذا النوع من التوعية هو ما ننشد تواجده في كل منطقة زراعية ورعوية ،
ليس فقط في التهجين بل في طرح الأفكار العلمية التي توصّل إليها من سبقونا في هذا المجال ،إننا لن نبتكر و لن نخترع اشياء خارقة مقدما بل نقلد من سبقونا في هذا المجال ،،
نحن نحتاج الى ادوات زراعية تتناسب مع هذه المدرجات ،،ففي الصين مثلاً ،
مدرجات اصعب من مدرجاتنا ولكنها منتجة طوال العام بكفوف شيبانها وشبابها واطفالها،،
من عجيب ما نرَ عندما ادخل إلى ( طاحون او محمصة ) واستعرض البضاعة المعروضة واسأل عن مصادر تلك الحبوب و الثمار، يكون الجواب متعدد، فذاك حب من عُمان و ذاك زبيب من اليمن ، وتلك قهوة من اثيوبيا، وقيسوا على ذلك ،
تمنيت دوماً أن أجد عسل تهامة والحجاز في زجاجات نظيفة مختومة وبها منظر وادي الغيل او السودة أو أي منظر بديع من تلك الديار،
معنون وبه القائمة التغذوية، كما هي منتجات اخرى نشتريها واقربها شركة “المراعي”
كذلك القهوة، والحبوب ،، لانريدها “خام ،، بل نريدها ، مصنعة ايضاً، أو مايسمى بالتكسير ،
فعلى سبيل المثال،
حبوب القمح،
ننتج منها حب خام ،،
ننتج منها براعم القمح كمكمل غذائي،
ننتج منها حبوب الجريش
حبوب الشوربة ، على غرار شوربة “كويكر “
ننتج منها الخبز بجميع اصنافة،
الخبز
الصامولي
الشابورة،
البقسماط
انتاج الحلويات بانواعها
الخبز العضوي ومشتقاته
او الطماط مثلا ،. ننتجه خام
ننتجه صلصه
ننتجه عصير
ننتجه مخلل
ولا شك أن في الرفوف بحوث علمية سوف تنتج اعمالاً هائلة للإنطلاق بهذه الكنوز للانتاجية التي يجب أن تواكب رؤية 2030,
وتواكب استراتيجية تطوير عسير ،
وتخلق وظائف لا محدودة للشباب وللمتقاعدين ايضاً الذي اتمنى أن يكون المتقاعدين بمثابة مشرفين على هذه المنتجات من جذورها الى رفوف مراكز التسوق ،
هكذا
فكرت كما يُقال بصوت عالي ، ولم أطرح كل مالدي،،
*ومضه
تغانموا كفوف الشيبان و تمتماتهم المباركة.
دمتم بخير .
التعليقات