السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

من ابني .. تعلمت درسي ! للكاتب أ.سلطان بن غرمان العمري

من ابني .. تعلمت درسي ! للكاتب أ.سلطان بن غرمان العمري

.

في يوم من الأيام اصطحبت ابني ” باسل ”  لأحد الوكالات لإجراء الصيانة الدورية لسيارتي ، وأثناء انتظارنا وقع نظره على أحد الطيور التي كانت بالقرب من محيط المبنى.

فالتفت إلي لفتة سريعة مستأذناً في اللحاق بهذا الطائر بغرض إمساكه ، ولم يطل انتظاره ، ولم ينتظر ردي لإقناعه بأن هذه المحاولة فاشلة ابتداءً .. واتخذ قراره منطلقاً مهرولاً ورائه .. يختبئ خلف السيارات تارة .. ويباغته من خلف الأسوار تارة أخرى .. وفي كل مرة يحاول إيجاد طريقه للإيقاع بذلك الطائر المسكين بغرض تحقيق هدفه .. ولكن عبثاً يحاول .. وفي نهاية المطاف وأثناء هذه المحاولات طار الطائر إلى حال سبيله ، ولم يهنأ بالبحث عن لقمة عيشه ،  وغادر المكان ، وتلاشى عن الأنظار ولسان حاله قائلاً : ” كان غيرك أشطر ” ..

حينها عاد “ابني” بالقرب مني ليشرح الأساليب التي اتبعها ولم يُحقق بها النجاح .. انتهى المشهد وفي عينا ابني سعادة غامرة ، وتعلو محياه ابتسامة هادئة بهذه المحاولة البائسة التي لم يحالفه الحظ فيها ..

أستقرءت هذا المشهد القصير .. وقارنته بحياتنا العملية فأيقنت بأن سر النجاح هو الاندفاع دون تثبيط أو بناء عراقيل وحواجز ، وتحليل ما هية النتائج .. فقط علينا البدء في العمل .. فلو كان انتظر ابني ردي ، لما وافقته على هذه المحاولة المأيوس منها ، ولكنه آثر الإقدام والاستمتاع بتلك اللحظات من حياته وهو يخوض التجربة بكل اهتمام..

وأيقنت أيضاً بعدم الاستهتار بمن يقلون عنا سناً أو مكانه ، فقد يكون لديهم من العزم والعزيمة ، والطرق والأساليب لإنجاز المهام ما يبهرك بها أثناء إنجازها ولم تخطر على بالك ، حتى وإن فشل في محاولة أو مجال فلربما ينجح في محاولات أو مجالات أخرى عديدة.

وفي ختام ذلك اليوم البارد .. ازددت إصراراً على اصطحاب ابني في المرات القادمة لعلي أستقرء المزيد من براءة الأطفال وما يمتلكونه من مهارة الإقدام على أداء المهام دون تردد ، شريطة أن لا يعود لمثل تلك التجربة مستقبلاً.

.

 

 

التعليقات

2 تعليقات على "من ابني .. تعلمت درسي ! للكاتب أ.سلطان بن غرمان العمري"

  1. إذا ما طمحت الى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر

  2. جمل ان ننظرالي مايفعلهاطفالناونقتبس منه ما يفيدنافي حياتناوهذه الحياه دروس وعبر والاهم ان نعي ونستفيدولانهمش احدشكرايابو
    لانك بهذا القصه جعلتنا نعيشها وشكرالهذه الاسطر التي سطرتها بلاغه وادبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *