الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

تفاهات التيك توك! – بقبم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

تفاهات التيك توك! – بقبم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

كُنَا نعتقد إلى عهدٍ قريب أن قضية الاستهلاك لدى مجتمعاتنا المحلية مقصورة على الحاجات الأساسية ( الغذاء والكساء والدواء والأثاث )، إلا أنَ اللافت للنظر أن هذه القضية قد وصلت حتى للاستهلاك الفكري، ولعلَ التطبيقات الالكترونية التي تملأ ساحات التواصل الاجتماعي خير شاهد على ما نقول!.

يحتل تطبيق ( التيك توك ) في الوقت الحاضر النصيب الأكبر في نسبة المشاهدات والتفاعل بين الداعمين وصناع المحتوى والمتابعين، ويحظى التطبيق بشهرة واسعة محلياً وعالمياً كأحد الوسائط المتعددة التفاعلية القائمة على المحتوى الالكتروني الذي يجمع بين الصوت والصورة والحركة من خلال المشاهد التي صنعها المشهور بنفسه بشكل تلقائي وتلقى رواجاً بين متابعيه.

ليست القضية في التطبيق نفسه، فشركات الإنتاج تتنافس لتصدير وإنتاج ما ترى أنه يمكن أن يزيد من أرباحها المادية، إذ تبلغ نسبة الربح للشركة المنفذة لهذا التطبيق70 %، في حين يستفيد صناع المحتوى الـ 30% الباقية من خلال الداعمين.

يبدو أن هذا الجيل في الوقت الحاضر يأنس بالخروج عن العادات، مع التفكير خارج الصندوق، ومن يراقب المشهد عن كثب يرى أن المشهور المزيف قد اكتسب شهرته بلا محتوى هادف سوى نشر التفاهات التي تضيع معها أوقات المتابعين، وأموال الداعمين، دون أن يقدم هذا المشهور للمجتمع ما يستحق الإشادة والذكر.

مشاهد يندى لها الجبين يكتنفها هذا التطبيق عبر صناع المحتوى تتمثل في… الصور الخادشة للحياء كالعري، وإظهار المفاتن، والكلام البذيء، والسب والشتائم، والكذب والافتراء، ونشر الضلالات والالحاد، والعصبية الممقوتة، ناهيك عن الترويج للانحلال الخلقي، ما يجعل هذا التطبيق عديم الفائدة للمتابعين سوى بعض المشاهد النادرة ذات الأثر الايجابي التي تعمل على استحياء.

ما أود قوله! هو توجيه النصح لصناع المحتوى إذ نقول: قدِموا أفكار ورسائل وتوجيهات للمتابعين تنالون بها الربح المادي، والشهرة والواسعة، والأجر والثواب في الآخرة، وللداعمين نقول: احفظوا أموالكم وأنفقوها في طريقها فأنتم مسؤولون عنها، فلا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع …. منها ( ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه )؟.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *