بين تاريخ عمر وشجرة الكريسمس وليلة النصف من شعبان، تجاذبات ثقافية وفكرية ومد وجزر بين ماذا فعلنا وماذا سنفعل وإلى أين نحن ذاهبون، وقليل بين ذلك ….!؟
يبدو أن تواريخ الأرض ليست كتاريخ السماء؟
علما أنه في حجة الوداع
اخبرنا محمد صلى الله عليه وسلم أنّ الزمان قد استدار وعاد كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.
ولكن في حديث ليلة النصف من شعبان يبدو أن نهاية العام هو ليلة النصف من شعبان، ثم يبدأ عام آخر، يخبرنا الحديث؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو منافق) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعمالنا من الرياء، والسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة..اقول
لا تستمر الحضارات وهناك مشاحنات ولا تصلح الأرض وفيها من يعظم غير الله ويجعل مع الله شريك أو ند أو مثيل ، ستبقى الأرض غير مستقره يشوه جمالها الظلم والأنانية والإستبداد، طالما اختل هذا التوازن ولذلك
كان المسلم بمنهجه وعقيدته هو ( الرمانة ) التي تظل متحركة لإصلاح هذا الخلل..
عُرج بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج، ومر بالخليل ابراهيم -عليه السلام – فكانت هذه الرسالة من ابي الأنبياء إلينا وإلى كل مسلم، اسمعوها بمسامع قلوبكم، قال ابراهيم عليه السلام : ( يا محمد اقريء امتك مني السلام ، واخبرهم أن الجنة قيعان وأن غراسها كلمتان خفيفتان على اللسان، حبيبتنان الى الرحمن، ثقيلتنان في الميزان، سبحان الله و بحمده، سبحان الله العظيم ) وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خليل الله، واللهم صل وسلم على عبد الله ورسوله محمد وعلى كل انبياء الله جميعا ورسله..
هنا رسالة عظيمة تحثنا على توقير الله وتعظيمه وتنزيهه عن الشرك، وعن اتباع سنن من كان قبلنا الخاطئة، وعن مالا يتسق ورسالتنا العظيمة في اصلاح الأرض والحفاظ على نظافتها المادية والروحية، اخبرنا عليه السلام أن نعظم الله ونوقره فلا نقدّس سواه. بينما نحن اليوم نتداول صور، تقديس القهوة،! وتقديس الذات ! وتقديس اللحظة ! ونتداول صور الإمتنان، للمكان والإمتنان لشخص ما !!
بينما القدسية للواحد الأحد وحده سبحانه، والمنة لله وحده،، الذي امتن علينا وجعلنا مسلمون موحدون، ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم )
نحن ننجرف يا احبة في سيل جارف الى الطريق المنحدرة على الصعيد الروحي ،!
ولم يعد لدينا ما نقاوم به تيارات الحياة، إن فقدنا توقير الله وتقديسه ولم نوّرثه ابناءنا فماذا بقي ..!؟
دعوة لنفسي ولكل مريد
قفوا بنا ساعة
نجدد النية
ونجدد العقيدة
و نجدد الخطة
ونجدد اسلوب التربية
ولنكن امة مسلمة تلقت وصية ابراهيم الخليل عليه السلام
بالقبول البالغ والترحيب والسمع والطاعه
التسبيح ليست كلمات نرددها فقط
ولكن سلوك ننتهجه، في تعظيم الله
في واقعنا اليومي فنكون امة محسنة
نعبد الله كاننا نراه، وان لم نكن نراه نعلم يقينا أنه يرانا، ويهدينا وياخذ بنواصينا
فلا نفتقر وهو ربنا ولا نضام وهو حسبنا
و نمضي بجيل جديد الى شواطيء النجاة
وهم مسلحون بالايمان ومسبحين ومعظمين لله ولشعائره، متبعين هدي نبيه محمد صل الله عليه و سلم
كل يوم هو تاريخ جديد نسجل فيه عمل لعله يكون صالح
ونمضي إلى ليلة النصف من شعبان لا مشركين ولا مشاحنين ولا منافقين، بتوفيق الله، علّنا نكون من المقبولين.
التعليقات