الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

” كل من عليها فانٍ ” – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

” كل من عليها فانٍ ” – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد الشهري

 

– لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع او نعيش فقد حبيب اختطفتة يد المنون من بين أهله وأحبابه وتلك سنة الله في هذه الحياة الدنيا والبقاء لله وحده وكل مخلوق إلى فناء وزوال فيا أيها الأحبه جعل الله تعالى هذه الدنيا دار فناء وزوال، لا تصفو لأحد، ولا تدوم على حال، ولا تبقى لأحد، إن أضحكت أبكت، وإن سرّت أحزنت، وإن أراحت أتعبت، زينتها سراب، وعمرانها إلى خراب، كل حي فيها يموت، وكل مخلوق فيها يفنى..

قال سبحانه : ﴿ كل من عليها فان * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ  والاكرام ) إنها الحقيقة التي لا ينجو منها مخلوق ولا ينكرها أحد، الكل سيذوق كأس الموت، الجميع سيموت، الكل سيرحل يومًا ما ويفارق هذه الدنيا؛ الصغير والكبير، الغني والفقير، الصحيح والسقيم ولو دامت لغيرنا لما وصلت إلينا، أليس قد مات أشرف الخلق، مات الأنبياء والمرسلون، والأولياء والصالحون والملوك والعبيد؟ رحل الطفل الذي لم يرى زينة الحياة الدنيا ورحل الكبير الذي سئم طول العمر وكدر الحياة.

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حيًّا وباقيًا، فلا يستطيع أحد أن يفر من الموت؛ فقد قهر الجبابرة، وأدرك أصحاب البروج المشيدة  فمن حان أجله وانقضى عمره وعزّ في البقاء أمله، فلن يتأخر ساعة ولو اجتمع له الخلائق .. فبشرى لمن صبر ورضي وارجع الأمر كله إلى الله اولئك لا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

فعبثاً نحاول الهرب من الموت ومن الألم الذي يعتصر الفؤاد كلما فقدنا حبيب وقريب والله سبحانه وتعالى يقول ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) فطوبى لمن حسن عمله وطابت سريرته وسعى بالخير والمعروف بين الناس وأصلح ما افسده الناس وعاش غريبا في زمن اصبح  الدين فيه غريبا كما بدأ غريبا.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *