لم يكن توقيع الرئيس بايدن قانون حماية زواج الشّواذ إلّا تتويجاً لمسيرة طويلة لن تنتهي بالقانون وتوشيح البيت الأبيض بألوان شعار الشّواذ، الحقيقة أنّه حتى عشرين عاما مضت لم يكن أحد من السياسيين يجرؤ على الاقتراب علناً من الموضوع خشية على مستقبله، ويعرف الراصدون أنه عندما نشرت الصحف الشعبيّة البريطانيّة عام 2006 قصة شذوذ اللورد براون الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم أُجبر براون تحت الضغط على التنحّي عن منصبه، ولكن بعد ثماني سنوات (أكتوبر عام 2014) عندما أعلن “تيم كوك” الرئيس التنفيذي لشركة “آبل” في مقابلة صحفيّة أنه من مجتمع الشّواذ، صفّق له الإعلام ومجتمع الشركات العالمي على شجاعته، ولم يكتف كوك بالإعلان فقط بل صرّح قائلا: “أن أكون مثليّا فهذا من بين أعظم الهدايا التي منحني إياها الله”، وفي عام 2018 تزوّج اللورد إيفار مونتباتن، ابن عم الملكة إليزابيث، من رجل آخر في حفل فاخر في مقاطعة ديفون جنوب غرب إنجلترا، وظهر في الأخبار بصفته شجاعا وأن “هذه لحظة تاريخيّة للأرستقراطيّة البريطانيّة”.
في الولايات المتحدة كانت حركة دعم الشّواذ تظهر وتختفي في مزاد الحقوقيين والسياسيين بحسب الأحوال حتى كان الدعم الأكبر من قبل “جون سترايكر” (مثلي الجنس) أحد أكبر ملاك شركة (Stryker Corporation) التي بلغت مبيعاتها من المستلزمات الجراحيّة والبرمجيات قرابة 13.6 مليار دولار عام 2018، وقد بدأ دعم سترايكر لترويج ثقافة الشّواذ منذ عام 2000، حين أنشأ مؤسّسة Arcus لتخدم مجتمع LGBT. وقدّمت المؤسّسة أكثر من 58.4 مليون دولار للبرامج والمنظّمات التي تقوم بأنشطة دعم وترويج ثقافة الشذوذ بين عامي 2007 و2010 فقط.
ولم يكتف سترايكر وشركته بذلك بل عمل بجد وسخاء في تأسيس البنية التحتيّة السياسيّة والثقافيّة لدفع أيديولوجيّة الهويّة الجنسيّة والمتحوّلين جنسيًا في جميع أنحاء العالم، حيث تبرعت شركته بالملايين للكيانات الصغيرة والكبيرة التي تمثل المثليين وثقافتهم في أوروبا وآسيا الوسطى وفي 54 دولة، وفي عام 2008 أسست Arcus مؤسّسة Arcus Operations، وهي ذراع المؤسّسة التي تنظّم المؤتمرات وبرامج القيادات وترويج الحريّة الدينيّة والمطبوعات البحثيّة على مستوى العالم.
ومنذ العام 2013 تشاركت Arcus مع مؤسّسة Open Society التابعة لجورج سوروس (محرّك أيديولوجيّة المتحوّلين جنسيًّا وصاحب مبادرات تطبيع الأطفال المتحوّلين جنسيًا) من خلال الناشط أدريان كومان لدفع أيديولوجيّة الهويّة الجنسيّة على مستوى العالم، وفي العام 2015 عملت Arcus بشكل وثيق مع مؤسّسة NoVo لمغايري الهويّة الجنسيّة التي أسسها بيتر بافيت، نجل الملياردير وارن بافيت لاستهداف تغيير ثقافة المنظّمات الدينيّة والجمعيات الرياضيّة والثقافيّة والشرطة والمدارس الابتدائيّة والمدارس الثانويّة.. وللقصة بقيّة.
- قال ومضى:
مَنْ ضيّع الجواب يا زمان الأسئلة؟
التعليقات