الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

حركات صبيانية – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

حركات صبيانية – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

من المعروف أن التغيير مهما كانت درجته والحاجة إليه يقابل في غالب الأحوال بالرفض وعدم الارتياح والمحاربة في بعض الأحيان، فما بالك إذا كان التغيير شاملا لكل مناحي الحياة ومخالفا لكل ما ألفه الناس واعتادوا عليه؟

في كثير من الأحوال لا يطلب التغيير لمجرد التغيير، إنما يطلب عندما تصل الحياة إلى درجة لم تعد الشعوب فيها قادرة على تحمل أكثر من ذلك. لذلك تثور طالبه للتغيير سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو على مستوى الأنظمة. وفي سبيل هذا المطلب ربما تهرق الكثير من الدماء وتزهق الكثير من الأنفس، وفي الأخير ربما يتحقق بعض التغيير وربما تتدهور الأحوال فتصل لدرجة أسوأ مما كانت عليه، والشواهد حوالينا كثيرة.

في بلادنا – حماها الله وحفظها – وبما أفاء الله عليها من قيادة حكيمة وشعب مسلم يتمثل الإسلام في كل حركاته واحترام حدود ما أمر الله به عملت وتعمل على إحداث التغيير اللازم بصورة متدرجة مراعية في ذلك قيم الإسلام العالية وعادات الشعب الرفيعة، وهذا ما وضعته قيادتنا الرشيدة نصب عينيها عندما قررت اطلاق برنامج التحول الوطني في عام2016، والذي كان هدفه التغيير الشامل لما يحقق التميز في الأداء الحكومي وتأسيس البنية التحتية اللازمة لتحسين عوامل التمكين الاقتصادي، ورفع مستوى المعيشة من خلال أبعاده الاستراتيجية الثمانية:

· الارتقاء بالرعاية الصحية.
· تحسين مستويات المعيشة والسلامة.
· ضمان استدامة الموارد الحيوية.
· تعزيز التنمية المجتمعية وتنمية القطاع غير الربحي.
· تحقيق التميز في الأداء الحكومي.
· تمكين فئات المجتمع من دخول سوق العمل ورفع جاذبيته.
· الإسهام في تمكين القطاع الخاص.
· تطوير القطاع السياحي والتراث الوطني.

فأحسنت أيما إحسان وبرعت أيما براعة، فتقبل الناس هذا التغيير وتسابقوا للمشاركة فيه والعمل على إنجاحه وأصبح التغيير مطلب الجميع، وكان للفكر الحكيم والقيادة الواعية الأثر الكبير في تقبل الناس هذا التحول العظيم والذي بدأت بوادر ثمراته تظهر للعيان، وأصبح إلهاما ومطلبا لكثير من الشعوب، لما تميز به من عظمة التنفيذ وصدق التوجه.

وكما هو معروف أن لكل تغيير ثمنا لا بد منه، وهو شيء متوقع حدوثه مع أي تغيير. وبلادنا ليست بمنأى عن هذا الأمر، ومن ذلك ما نشاهده من ظهور بعض المظاهر السلبية، والسلوكيات الشاذة “وبعض المناظر التي لا تَسُرّ، وبعضها مخزية بالفعل، لكنها شيء من ثمن التغيير، وما من تغيير بلا ضرر ولا حمقى! وأياً يكن فالانفتاح والسعادة أهون من كبت جيل ومجتمع بأكمله، لأجل كم متحرش أو طائش، أو غير سوي”.

لذلك ندعو ونرجو من القائمين على هيئة الترفيه ووزارة السياحة أن يعملوا على معالجة الثغرات التي يستغلها ضعاف النفوس ومفسدي المتعة، وعدم التهاون في هذه الأمور حتى تستمر عجلة التغيير سليمة ودائرة في مسارها الصحيح بعيدة عن مثل تلك التجاوزات، ولئن ركنا في علاج تلك السلوكيات إلى طريقة [ اليوم خمر وغد أمر]، فلن نحل شيئاً بصورة نهائية. الحل الجزئي لكل حالة وبشكل فردي ليس منهجية متناسبة مع المرحلة التي نعيشها، وفي ظل المعطيات التي تتحرك فيها ضوءها حكومتنا الرشيدة.

ولا نعفي الأعلام والمثقفين من المشاركة في تعرية تلك السلوكيات الشاذة والحركات الصبيانية المفسدة لجمال ووهج التغيير الذي نعيشه، كذلك المجتمع الذي هو العنوان الرئيس لهذا التغيير، عليكم أن تعلموا يقينا أن أي تغيير مهما كان مستواه، لا يسلم من بعض الأخطاء والمخطئين، لكن ما يحمد في تغييرنا أن الثمن المدفوع له ليس باهظا، بل منحصر في هذه الصور البائسة التي تصدر عن بعض الأشخاص عديمي الإحساس بالمسؤولية، لكن مما لا شك فيه أن هذه السلوكيات الغير مسؤولة ستختفي بعد أن يستشعر الجميع أهمية المرحلة التي تمر بها بلادنا، وارتفاع مستوى الوعي المجتمعي تجاه ذلك.

ما بين ” مقتبس ” 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *