الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الصدقات المهدرة، أين الخلل؟ – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

الصدقات المهدرة، أين الخلل؟ – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

 

في رحلة ايمانية ماتعه انتهت بمسجد قباء الذي ورد فيه : ( كان النبي ﷺ يزور مسجد قباء ويصلي فيه كل سبت، ويقول: من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كان كعمرة )

قدمنا للمسجد اذ ترجلنا من سيارتنا واقبلنا للمسجد، وبينما نحن كذلك إذ ببعض الشباب يدفعون بكراتين الماء ويوزعون القوارير، معلنين باصوات مرتفعة قليلا أنه سبيل ،، سبيل ..سبيل ،،سبيل ،، سبيل ،، تدحرجت هذه القوارير بين ارجل الناس وفي ايديهم وكانت تنثر وكانها حبات الدُّر،، وهي اغلى من الدُّر عندما تعُز على الظامي..

دخلنا المسجد صلينا وخرجنا واذا بالمنظر يتكرر، سبيل سبيل سبيل … في مسجد قبا ماء زمزم مجاناً فكيف يوزع بجواره ماء السبيل هذا،، !!؟؟ في طريق الولوج والخروج من المسجد،، كنت أجد قوارير الماء ملقاة على الأرض وكذلك على الدرج، منها ماهو شبه ممتليء ومنها ماهو منتصف ومنها ماهو ربع العلبه وهكذا ،، اصدقكم القول أن هذا العمل لم يسرني ابدا، و رأيت فيه هدر للنعمه وعدم توجيه تبرعات أولئك المتبرعين الذين بذلوا اموالهم في ( سبيل الله ) ظناً منهم أنهم قد وضعوها فيما حث عليه النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- من امر الصدقة ، و” خير الصدقة سقي الماء” كما ورد..

لكن هذه المياه المعلبة عندما تترك لا ينتفع منها حيوان ولا انسان ولا حتى تراب الأرض تبقى معلبة حتى أن الشمس لا تبخرها لأنها محبوسة، ثم يقمُّها عامل النظافة فيضعها في حاوية النفايات، والله أعلم أين ينتهي بها المطاف!!؟ هذا مثال لبعض صور هدر الصدقات، لعل كمية المال المدفوع في مجال واحد يجعل منه هدرا كبيرا..

لذلك كان لمنصة ( إحسان ) عمل جبار في توزيع الصدقات وترشيدها وتقنينها وجعلها تحت عين الرقيب، في عمل مهني مبرمج بحيث تصب هذه الصدقات في حسابات محتاجيها سواء كانوا جهات أو افراد، كانت هذه لفته اهيب فيها بمن يقوم على مثل هذه المشاريع الخيرية أن يفطنوا ويدربّوا اولئك الشباب بنقاط توزيع افضل واحوج، مثل طرقات السفر ومساجدها.. حتى لا تكون اثما او هدرا وتبذيرا.. رشدوا اموال الناس التي دفعوها إليكم وقد اختاروا في “ظنهم “القوي الأمين، ايها الجمعيات.

*اضاءة .. منصة احسان جهة راشدة، فلا تبخسوها 

ودمتم بخير 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *