الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

شغلوا التلفزيون يا ولد .. – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

شغلوا التلفزيون يا ولد .. – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

في حقبة ليست بالبعيدة تحكي لي صديقتي تقول: كان لي اخ متشدد ( مطوع مستجد) وكان يغلق التلفزيون الذي حرمه على أهله ، ولكن جدي رغم أنه كان محافظاً اصيلاً إلا أنه يعيش روح الدين لا شكله ،،
تقول: كنا نفرح جداً اذا اتوا جداني لبيتنا
سواء نهارا أو ليلاً
لأن جديّ يأتي ويقول : “شغل التلفزيون ياولد .”
فكان ابي يكظم غيظه،
لكني وبعين الرقيب
انظر لبرامج التلفزيون
فإذا بها
تتالى برامج القناة الأولى مابين صلاة المغرب من المدينة المنوره،
ثم مسلسل بدوي
ثم برنامج ديني لازلت اذكره
قبل صلاة العشاء من مكة
اسمه الأحاديث الموضوعه، وكانت شارته هذا الحديث ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) شيخ مصري يأتي بالاحاديث الموضوعه، ويحذر من تداولها،كان ذلك البرنامج يلفت نظري لولا الاستديو الباهت و اسلوب الشيخ ، -جزاه الله خيرا اينما كان-
على الأقل علمنا أنه ليس كل مانسمعه ينسب للرسول ،
صحيح بل قد يكون مكذوب عليه،
ثم تُبث صلاة العشاء من مكة ،، لازلت اذكر الشيخ محمد السبيل – رحمه الله- وكيف كانت جدتي تردد معه سور الغاشية و الشمس ، و كل السور القصيره،
التي كان يحرص رحمه الله على قراءتها، فيما بعد ، علمت أن القراءة بالسور القصيرة في المغرب و العشاء
من السنة ،
ثم تتالى برامج القناة الأولى إما ، برنامج
منكم واليكم ( عبدالعزيز المسند)
أو مضارب الباديه، محمد بن شلاح المطيري ،
أو ابناؤنا في الخارج (ماجد الشبل)
و من هذا القبيل
لا شيء يستحق الإغلاق
كانت و لا زالت “القناة الأولى ” أجمل نافذة للمواطن على الوطن و على العالم ، لم تنجرف لأيّ تيار و لم تقف مع تيار ضد تيار ،
كان لها من يحسن إدارتها رغم حنقنا عليها وقتها ،، كانت العنتريات العربية و الأوصولية تجرفنا معها كثيرًا مما يجعلنا ننقم على القناة الأولى التي نراها غير مناصرة لهمومنا “العالمية”
وتمر الأيام و نتيقن أن القناة الأولى بالفعل تستحق أن تكون هي الأولى ، بالمنهج الوسطي المعتدل ،، الذي كان يأخذنا مرة للبادية ومرة للريف ( ربوع بلادي ) خالد زارع ، و مرة للساحل و البحر ( ناثر الجدعاني )
و في اوقات الصلوات يمهد لنا قبلها ببرنامج او دعاء أو مناجاة و أثناء النقل تعليق يليق بمقام المقام، (حسين نجار ، علي داؤود، )، واخرى نسيتها ،
ثم تاخذنا في نافذة على العالم من خلال نشرات الأخبار و التحليلات و برامج متنوعه،، ( غالب كامل ، عبدالرحمن، يغمور) شخصيات تنطق بالإحترام و رصانة اللغة ، والتحلي بالمصداقية و الأخلاق العاليه .
كل ماتقدم عزيزي القاريء
يقودني إلى قول التالي،
أننا اليوم نعيش تحدي عظيم
مابين الإنجراف والجفاف
نحن مع ناشئة أو جيل مختلف ،
يستحق أن نقف بجانبه،
أن نربت على كتفه ،
ونوجهه للطريق الصحيح
طريق الوسط ، وندعمه للإنطلاق،
ونذكرهم، نعم نذكرهم ،
أن هذه المنطقة وكل دول العالم الإسلامي
لم يكن لها شأن “صحيح ” قبل بزوغ الإسلام وقبل أن تعمهم تعاليم نبي الرحمة،
لم نكن إلإ أمة متأرجحة نصد الفرس مرة و الروم مرات، فلما جاءت كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) ورسخت قوة عظمى علوية ، في قلوب نفوس آمنت بها وصدقت و أخلصت لها ، انطلقت تلك النفوس للعالم رحمة مهداه) يقول موسى بن نصير فاتح الأندلس، :” إن اخشى ما اخشاه أن يأتي بعدنا من يضيّع ما صنعناه، او ما تعبنا من أجله “!!

“إِنِّي تَذَكَّرْتُ وَالذِّكْرَى مُؤَرِّقَةٌ
‏مَجْدًا تَلِيدًا بِأَيْدِينَا أَضَعْنَاهُ”
لم يفت إلا الأندلس ، ولكن لا يزال العالم الإسلامي يشكل خارطة عريضه في الكرة الأرضة، هذا هو مايجب أن نتذكره جيداً
أننا اقويا بفهم ديننا و رحمة انفسنا و اولادنا ، وأن تكون ” الرحمة” خُلق نحرص عليه و نتقرب الى الله به و نستن به لأنه أصل الرسالة المحمديه،
يجب أن لا نقف حيارى مع هذه الانفتاحية ..
فالاسلام منفتح بروحه الممتلئة
حباً و عدلاً ورحمة و آنفة وعِزة،
( وأما الزبد فيذهب جفاء و أما ماينفع الناس فيمكث في الأرض )
نحن الأمة الوسط
نحن الأمة التي مدحها ربها بالخيرية هي من تمكث في الأرض
هكذا يجب أن نكون
بقيمنا نعتز
وبتراثنا نتسلح
و بهويتنا نظهر
و للعالم الأول نسير
في ظل قيادة حكيمة رشيدة
كانت خلف شاشتنا ونافذتنا الجميلة الأصيلة ( القناة الأولى) في التلفزيون السعودي ،
النافذة الإعلامية الرصينة،

‎*نافذه
‏@zaman_ tv
دمتم بود .

 

التعليقات

2 تعليقات على "شغلوا التلفزيون يا ولد .. – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. لافُضّ فوك كلام جميل ورائع 👍🌺👍

  2. أبدعت أختي الفاضلة.
    كانت فترة وقناتين لن تتكررا.
    لعل تلك الأيام تسامحنا على ضيق افقنا وضعف بصيرتنا.
    لكن كما قيل ويقال: أنك لن تعرف قيمة ما تملك حتى تفقده.
    سلمت أناملك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *