في ظل التكتل العالمي بكافة النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية في الوقت الحاضر يبحث عالمنا العربي عن نوع آخر من التكتل بعيداً عن هيمنة القوى العظمى الصناعية باعتبار أن العالم يتجه بقوة نحو عالم متعدد الأقطاب.
سبعون عاماً منذ أن تأسست جامعة الدول العربية عام 1945م والتي تضم( 22 ) دولة عربية لم تشهد يقظة وشعوراً بالأخطار كما تشهدها اليوم، فالعالم بدأ يتشكل عن ذي قبل، ويتغير معه شكل التحالفات في المستقبل، لوجود اعتبارات متعددة لعل أهمها، الجانب الاقتصادي! فمن يمتلك الإنتاج والتصدير فإنه يمتلك عنصر القوة.
عوامل عديدة سوف تساهم في دعم الموقف العربي منها، الحرب في أوكرانيا، وحاجة الغرب للطاقة، ونشوء أحلاف جديدة مع ظهور قوى صاعدة أخرى كالصين وروسيا في العالم لديها ثقل سياسي واقتصادي مما يؤثر على الساحة الدولية بشكل إيجابي اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
الاجتماع العربي المنعقد في الجزائر يختلف عن سابقيه نظراً للتوافق بين الأعضاء لا سيما في قطاع الطاقة، وهو ما يجعل العالم العربي يستحوذ على كمية الإنتاج والتصدير التي تحقق المصالح المأمولة لكافة أعضائه المنتجين، فالذي يمتلك القوة الاقتصادية في الوقت الراهن هو من يستطيع التحكم في العوامل أو القوى الأخرى العسكرية والسياسية ومواجهة كافة التحديات.
إن القضية الفلسطينية هي أس القضايا وأساسها التي كانت وما زالت توحد العرب وتجمع شتاتهم منذ أن نشأ الاحتلال، إذ يمكن التلويح بتضرر المصالح من خلال حث الدول التي تساند الاحتلال لإيجاد حل عادل لهذه القضية، وهو ما يعني اغتنام فرصة الخلافات الدولية للدفع بالدول الصناعية الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة حل الدولتين تمهيداً لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الموحدة لكي تنتهي الصرعات في منطقتنا العربية إلى الأبد.
ختاماً: يكمن الحل في وحدة الصف العربي، ونبذ الخلافات بين كافة أعضائه في الوقت الحاضر وتأجيل الحل لهذه الخلافات، والذي من شأنه دعم المواقف العربية في المحافل الدولية، بانتظار ما سوف تسفر عنه الصراعات بين الغرب وروسيا، والمسارعة بالعمل على اتحاد العرب اقتصادياً من خلال انشاء سوق عربية مشتركة للتبادل التجاري..
والذي سوف يؤسس لمرحلة أخرى من التعاون والاتحاد في المواقف السياسية والعسكرية، وصولاً إلى تكوين حلف مشترك جديد تحت مسمى ( الولايات العربية المتحدة )، لترتقي بشعوبها إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى المجالات، وتصل إلى الاكتفاء الذاتي زراعياً وصناعياً وتجارياً، لتأكل مما تزرع، وتلبس مما تصنع، حتى لا يبقى عالمنا العربي يرزح تحت وطأة السياسات الدولية المهيمنة، والقوى العظمى المتسلطة.
التعليقات