الفساد كما ورد في المعاجم هو استخدام السلطة العامة والانحراف عن التعامل بالمعايير الأخلاقية، وقيل خرق القوانين وانتهاك التشريعات ومخالفة معايير السلوك الأخلاقي من أجل تحقيق مكسب فردي أو مصلحة شخصية بغض النظر عن الأضرار بالآخرين أو ضياع حقوقهم وما يلحق بالمصلحة العامة.
ويعرف الفساد بأنه شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظمة وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أواساءة استخدام السلطة، ويمكن للفساد أن يشمل العديد من الأنشطة مثل: استغلال السلطة أو غسيل الأموال أو الاختلاس أو التزوير أو الرشوة، وأنه انحراف أو تدمير للنزاهة في أداء الوظائف العامة كما عرفه البنك الدولي وشرعا هو كل ما يتنافى مع الشريعة ومقاصدها والعمل بها والخروج عن أمر الله عز وجل.
ما حدث في إحدى الجامعات يعد ضربة موجعة لكل منسوبي هذه الجامعة ومفاجأة لكل أكاديمي على مستوى الجامعات وعلى مستوى الوطن وكل صاحب ضمير، والمؤلم والمفجع أنه مدير الجامعة وما أوضحته هيئة الفساد بأنه متورط فيكل هذه الأنشطة 1- استغلال السلطة 2- غسيل أموال 3- الاختلاس 4- التزوير، كل هذه تمت في غياب الضمير وغياب الرقيب. والآن كل مدير جامعة يتحسس على رأسه ويتفقد نفسه ماذا في جعبته، فهيئة الفساد صلاحياتها بلا حدود، والقضاء لن يحابي أو يجامل فهو يحكم بشرع الله.
هيئة الفساد الآن تضرب أطنابها في كل جامعات الوطن ولن يفلت منها إلا ذو حظ عظيم ولسان حالها يقول: من أين لك هذا؟ وليس أحد بمنجا من المراقبة والمحاسبة، قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إن الله ليملي لأحدكم حتى إذا أخذه لم يفلته ) .. والحقيقة لولا صدور الأمر الملكي الكريم بإعفاء مدير هذه الجامعة من منصبه لما صدّقت أن مثل هذا الفساد يحدث في جامعة من جامعاتنا وعلى يد مديرها؛ لأن الجامعة منبع الأمانة والمعرفة والضمير والصدق في الولاء والانتماء.
إنه حدث مؤلم، لكننا بشر نصيب ونخطئ، والعبرة بمن يعتبر بغيره ويتعظ، والكرة في ملعب مدراء الجامعات فليسوا فوق السلطة وليسوا بمنأى عن الرقيب، وهيئة الفساد بالمرصاد لكل الفاسدين، قال الله تعالى: ( إن الله لا يحب الفاسدين )، ( والله لا يحب المفسدين )، ( إن الله لا يحب المفسدين ) صدق الله العظيم، اللهم طهر جامعاتنا ومؤسساتنا من الفساد والفاسدين والمفسدين اللهم آمين.
التعليقات