الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الأقنعة و النقاب – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

الأقنعة و النقاب – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري
 
في قريتنا الوادعة قديماً ..
كانت أمي ومثيلاتها إذا مر بهم رجل من خارج القرية ردت يدها على ” قُنعتها” أو قناعها ثم تلثمت بها..
ويوماً بعد يوم جاءت مايسمى ( بالعباءة والغطوة ) غطاء الوجه، وأقيمت له المحاضرات..
والخطب المنبرية الرنانه التي توجب لبسه وتعنف على من لا يلبسنه من النساء..
حتى ظننا أننا دخلنا إسلام جديد
كنا عنه غافلون،!!
ثم مآجت بنا الأيام 
فرأينا حسناً ماليس بالحسن
رأينا ابسط الإحتشام ستر !!!
وابسط الأدب أدب جم !!!
يال عجيب المفارقات !!!!
 
واليوم .. نرَا عجب واعجب
فمن.. ما نثرته علينا رسائل التواصل ( كُن كما أنت ) !!! ( من زينك أنت واياه ) !!
 
من أنت ؟؟ 
إن لم تُهذب نفسك وترشدها وتأخذ بها لمعالي الأمور !!!؟؟ من أنت ؟؟
نرَ بنات لنا بل وأمهات،، يتصدرن البثوث 
يتبرقعن بالبراقع ولسان حال القائل ( لابسات البراقع يا سعد يفتنني )
لسان حاله يقول ليتني ما كتبتها يوماً،، والمغني يقول ليتني ماغنيتها..
إذ لم يعد البرقع للحشمة إنما للتكسب !! وستر السوءة فقط !!
 
وطمس الهوية !! 
في موج كالجبال من ظلمات الطغيان طغيان النفس الأمارة والشيطان
يقف المجتمع حائرا بين مصدق ومكذب
وبين من يلعن الدرهم والدينار، إذ أصبح الناس عبيدا لهما
اما المتفرج فلا احدثك 
عن ( عبيد المشاهير ) و ( وعبيد المشاهدات ) فالذي يتهاون عندما يضع الإعجاب ( اللايك )
وينشر الفديو والصورة  اياً كانت بدعوى “السبق الصحفي”ربما ؛!
ثم من حيث يدري أو لايدري يكون قد ساهم في نشر الإثم والمنكر ناسياً أو متناسياً أو جاهلاً 
 قول : ربنا – جل وعلا – ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) 
 
أعتقد أننا في أعظم مرحلة من مراحل الجهاد
جهاد الرمق الأخير، الذي يُنبئك ب ( أكون أو لا أكون ) وفي الأثر قل خيرا أو اصمت ، ذلك هو “الميزان “
قل خيرا وكن مع الخيرين.
 
فبين مطرقة الإغراق الإعلامي من دعوة للتفسخ، والشهرة، وأموال تُنفق فيما نعلم، وتأتي من حيث لا نعلم
يستيقظ أبناءنا مشدوهين  !! 
ما بين سندان .. وصاية ابوية قد تكون غير حانية
وقد تكون هي ايضا تاهت بها الخطوات
بين خطب المنبر بالأمس وبين منابر اخرى عكس التي كانت
فأصبح لدينا صورة مشوشة
غير واضحة الملامح لواقع متسارع، لا يمكن ايقافه لمعرفة الصورة الحقيقية
 
وبين مستقبل أشد سرعة
لا يُمكن التنبؤ بابسط الملامح له
شيء من عبث، وكثير من إغراق مادي 
وعجلة متسارعة للكسب، اياً كان هذا الكسب
فالتوقف لبرهة والإلتفات في كل ناحية ليس إلا لتحديد البوصلة في فهم الواقع وتحديد الهدف
 
كل مانراه يصنعه أبناءنا وبناتنا
ولكن في زوايا بعيدة عن اعيننا 
يوجد مبشرات وخير كثير
فيمن احتزموا بالصبر 
والجد، والحزم، والمثابرة
 
فنجد بقية باقية من الصالحين، نذروا أنفسهم للحفاظ على الهوية الخيرية
والجد والمثابرة فهم يرسمون خرائط حقيقية للنجاح، حصدوا من خلالها 
أجمل، وأغلى، وأثمن، الجوائز في الإنجازات العلمية العالمية 
ونشر الكثير منهم معانٍ سامية للفضيلة و”أحسنوا فيما أحسنوا ” 
إذ صنعوا لهم ولبلدهم ولكل من يعرفهم 
مجداً تليداً كالذهب لا يصدأ ولا يُبخس ثمنه
 
هُنا نقول ..
إما أن تكون ذهب أو تكون في المهب !!!
تلك القيمة العزيزة، غابت عمّن يرتدي القناع للتكسب
وعمن ترتدي النقاب للتكسب المبثوث، في البثوث
لابد يوماً أن تصهر اشعة الشمس خبث العفن وتزهر الأرض بأجمل منه
 
وكما يقول المثل اللبناني :
( بكرة يذوب الثلج ويبان المرج )
إني أرجو أن تكون مروجنا مزهرة مخضرة مورقة
لايمسها نصب، ولا وصب، ولا عطب
ولا يزمهرها الشتاء، ولا يحرقها الصيف
 
– ومضة.. بين لهيب الصيف وزمهرير الشتاء ربيع وخريف يمكننا العيش فيهما بسلام فلننتبه
 
دمتم بود
 

التعليقات

تعليق واحد على "الأقنعة و النقاب – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. مقاله غاية في الروعه وتوصيف دقيق لحالة التطرف، الذي نقل المجتمع من اقصى اليمين لأقصى اليسار..والحقيقة أن بناء الاجيال لا يحتاج وصايه بقدر مايحتاج إيجاد إجايات واضحه.. وتعزيز قيّم و مبادئ تكوّن عمق حضاري يقف على ارض صلبه بدلاً من أن تتلقفنا الموضه وصيحات الاعلام الموجه. شكراً لك ودمتي مبدعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *