الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

العنصرية الموروثة! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

العنصرية الموروثة! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

أينما يمَمت وجهك تجد العنصرية المقيتة، في المدرسة، والشارع، والنادي، وقاعات الأفراح، والأسواق، بل حتَى في مواقع التواصل الاجتماعي ( التك تك وسناب شات )، وتظهر في صور شتَى يذكيها شعراء العامية بالقول كالسب، والشتم، واللعن، والهجاء، وإمَا بالفعل من خلال ظواهر الإسراف والبذخ في المناسبات بدافع الكرم، ومن يريد الشهرة والظهور يتكئ على العنصرية للوصول إلى ما يريد من خلال نشر تلك السلوكيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة.

العنصرية لمن لا يعرفها تعني الفخر والخيلاء وهي نوع من الكبرياء اتصف بها ابليس بقوله ” أنا خيرٌ منه” وقارون بقوله “عندي ” وفرعون بقوله “لي” وانتهينا بـ ( نحن وحنَا ) في الوقت الحاضر تعبيراً عن الفخر بالأسرة والعائلة والقبيلة، وهي عادات قبيحة من صفات الجاهلية يستهجنها العقل السليم، والذوق الرفيع، والدين القويم، ولمَا وصف الصحابي أبو ذر رضي الله عنه بلال بقوله يا ابن السوداء قال له رسول الله أعيَرته بأمِه ؟! إنَك امرؤٌ فيك جاهلية!.

إن من يقرأ التاريخ يرى كيف كان الجهل سبباً في اقتتال القبائل في جزيرة العرب فيما بينها والتي في ضوئها يٌهدر دم المسلم بدافع العنصرية، وقد يقاد فيها من الضعيف دفاعاً عن حمى القبيلة وشرفها… يبدو أن جينات الأسبقين الموروثة لا تزال تتناقلها الأجيال حتى ظهرت العنصرية الحديثة، رغم تلاشي الثلاثي اللعين ( الجهل والفقر والمرض )، ما يعني أن العنصرية في هذا العصر مصدرها الطُغيان لا غير، قال الله تعالى “كلا إنَ الإنسان ليطغى…..أن رآه استغنى” العلق آية (6).

ما أود قوله! أنَه لم يعد للعنصرية والعصبية مكان في هذا العصر بعد أن توحَدت أجزاء هذا الكيان الشامخ (الوطن) تحت راية التوحيد على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز – طيَب الله ثراه – فانتهت الصراعات القبلية، والعصبية المقيتة، والجهل والاعتداء، وحلَ بدلاً منها الأمن الوارف، والخير العميم، والرخاء والنماء.

ختاماً: لا سبيل للقضاء على العصبية الموروثة إلا من خلال وضع التنظيمات والقوانين التي تحول دون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى المناسبات ميداناً للنيل من الأفراد أو الجماعات أو القبائل الأخرى مع تفعيل دور الإعلام والمنبر للتوجيه والتصدي لمثل هذه السلوكيات مستذكرين قول رسول اللهِ صـلى اللهُ عليهِ وسلَـم ( لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ) وقول الله تعالى “إنَ أكرمكم عند الله أتقاكم “صدق الله العظيم.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *