السباق مع الزمن – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

في أغلب الرياضات التي تعتمد على الزمن يخضع الرياضيون لضغط الوقت لغرض تحقيق أفضل النتائج، والفائز فيهم هو من يحقق أفضل زمن لتحقيق الهدف… القيادة في بلدنا أعزها الله سبقت الزمن فلم يعد يشكل لها الزمن هاجساً مقلقاً لتحقيق أفضل النتائج، لأنها – أيدها الله – دخلت هذا السبق بعد أن تحقق الهدف المنشود في الوجدان والضمير وعلى طاولات الخبراء والمهندسين، لذلك نجد الزمن يتبع القطار السعودي ويحاول مجاراة انطلاقته المذهلة.

لذلك ربما لم أعد أعلم هل نحن في سباق مع الزمن، أم أن الزمن في سباق مع القطار السعودي الذي انطلق ولن يستطيع أي كائنا من كان أن يوقف انطلاقته، وهذا ما قاله مهندس الرؤية وباني نهضة المملكة – حفظه الله ورعاه -. اذا أردت أن تفهم هذا المصطلح وتستوعب مضمونه، فانظر ماذا يحصل في المملكة العربية السعودية. إذا استوعبت ما يحصل فيها فستعلم المعنى الحقيقي لمصطلح ” السباق مع الزمن”

عندما يتحقق لك ذلك من خلال تجاوز هاجس الزمن فتكون قد حققت معجزة قل من يصل إليها، والمملكة بحمد الله كل يوم جديد من أيام السعودية يختلف كليا عن اليوم الذي يسبقه، فمنذ أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رؤية المملكة 2030  ونحن كل يوم جديد نفاجأ بالإعلان عن استراتيجية جديدة، ونجاحات جديدة، وتقدمات مميزة ضمن المؤشرات العالمية.

بالأمس القريب أعلن سموه عن إحدى الاستراتيجيات الهامة للمملكة، وهي ” الاستراتيجية الوطنية للصناعة” وهي أحدث الاستراتيجيات للقطار السعودي حيث سبقها العديد من الاستراتيجيات، منها: استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، والتي تهدف إلى تنمية القدرات البشرية مما يعزز التنافسية بين أفراد المجتمع، وخلق كوادر وطنية مميزة متسلحة بالعلم مما يمكنها من حمل راية الوطن في كافة القطاعات للنهوض بها والتمكن من خوض غمارة المنافسة العالمية.

كذلك كان هناك الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، والتي تهدف نحو الريادة وجعل المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً في هذا القطاع. وهناك استراتيجية صندوق التنمية الوطني، والتي تهدف إلى أن يكون الصندوق ممكِّناً محورياً للأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية المملكة 2030، من خلال العمل على مواجهة التحديات القائمة بما يتماشى مع أفضل الممارسات، وتعزيز دوره في منظومة التمويل التنموي؛ لتمهيد الطريق من أجل تحقيق طموحات طويلة الأجل.

وتم الإعلان عن العديد من الاستراتيجيات التطويرية الأخرى المتنوعة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي. والتي تهدف جميعها إلى تحقيق مرتكزات الرؤية 2030 .. ذكر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة – حفظه الله – في أحد اللقاءات مؤخرا، أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعة، جاء متأخرا أكثر من 40 سنة وكان الأولى أن نكون حاليا دولة صناعية كالهند أو الصبن، لذلك لن نهدر المزيد من الوقت بعد ذلك.

ومن هذا المنطلق نقول فلتهنأ أيها الوطن بوجود قيادات قامات بهذا المستوى الرفيع من الحنكة والمعرفة الرفيعة ببواطن الأمور واستشراف المستقبل. إن ما يحصل في بلادنا رعاها الله ليدعو إلى الفخر والاعتزاز، والشعور بالأمن والاستقرار والراحة، لأن الجميع كبارا وصغار ذكورا وإناثا أصبح يحدوهم أمل كبير بغد مشرق متألق، في وجود هذا الحراك الذي أصبح محل أنظار العالم أجمع، وأصبح الجميع يتسابقون على الظفر لإيجاد مكانا لهم للمشاركة في هذا التحول العظيم.

لكن ليعلم الجميع أن كل هذه التحولات العظيمة في كافة المجالات، لم يكن ليحدث لو لم يبذل لذلك ثمناً باهظاً من الجهد والعرق والصبر والإيمان والإصرار، ولا يزال الطريق طويلاً، مما يستدعي من الجميع الالتفاف حول قيادتها وأبنائها لمواصلة عجلة البناء، ووضع الخطوط الحمراء لكل من تسول له نفسه المساس بهذا الانطلاقة المباركة، أو التشويش عليها. حفظ الله بلادنا وقادتنا وشعب المملكة العربية السعودية الذين هم وقود وقادة هذه الرؤية المباركة… نختم بهذا بهذين البيتين للمتنبي:

كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ .. وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقــــامُ
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِبار .. اًتَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ

m1shaher@gmail.com