الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

عندما تكون صاحب الدار – بقلم أ. محمد عبدالله بن شاهر

عندما تكون صاحب الدار – بقلم أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

كل صاحب دار دائما ما يحرص على أن تكون داره في أفضل شكل وأبهى حله، ليفاخر بها الجيران والأصحاب، وليأنس بها أصحاب الدار، وهذا أمر محمود ولا جديد فيه، وعندما يكون الكل راضي قانع بما هو موجود، ولم يظهر ما يوجب التغيير والتعديل، فإن سفينة الحياة تسير والكل راض عما هو فيه.

في فترة من الفترات اللاحقة كان هناك من الخلف من لا يعجبه هذا الركود في المستوى وعدم حدوث التغير للأفضل لاسيما مع توافر الإمكانيات الكفيلة بالنجاح وإمكانية التغيير للأفضل، وأصبح الأمر موضع أزعاج وعدم راحة.

قرر هذا الرجل القفز على الموروث عن الآباء واقتحام غمار التحول الكبير لهذه الدار لينافس الحيتان من حواليه فأعلن عن رؤية عظيمة مكتملة الأركان لتطوير هذه الدار والتي لطالما كانت حلمه وأمله واستمرت في وجدانه عديد الأعوام حتى بلغت الذروة وتم الإعلان عنها..

وعلى الرغم من علمه بعظم الأمر وبلوغه لحد الاستحالة عند البعض الا أن ذلك لم يثني العزم ويوهن الإرادة لعلمه بإمكانية تحقق ذلك، لا سيما مع توفر الإمكانات وأن هناك من يدعم هذه الرؤية ويؤمن بتحققها .

أعلن صاحب الدار عن رؤيته لإعادة ترميم الدار وأسند الأمر لأحد أبناءه ممن توسم فيه الإقبال الشديد على هذه الرؤية ودعمها بالغالي والنفيس، ولم يخيب هذا الإبن رؤية والده وتطلعاته المجيدة.

بدأ الأمر كالحلم أو المعجزة لدى البعض وشكك البعض بإمكانية تحقق ذلك، لكن تمر الأيام ويدور الزمن وهذه الدار تكبر وتتجمل وتحقق الكثير من تطلعات صاحب الدار. ويوما تلو الآخر يكبر الحلم وتتسع الرؤية بعد أن بدأت بوادر النجاحات تترا واحدا تلو الآخر وأصبح الأمر واقعا معاشا.

مما لا شك فيه أن هذا الأمر أزعج البعض وما أزعجهم أكثر هو علمهم بتوفر القدرة والإمكانات على النجاح، فأخذوا يدندنون هنا وهناك لتشويه الرؤية أو صاحب الرؤية أو القائم عليها، لكن كل محاولاتهم تتكسر أمام النجاحات الباهرة التي تتحق متجاوزة كل تخطيطاتهم ومؤامراتهم.

وبعد مضي فترة قصيرة على إعلان الرؤية وتحقق الكثير من متطلباتها أصبح صاحب الدار هانئا ساكنا فرحا مسرورا بما تحقق خلال هذه الفترة القصيرة مؤذنا بالوصول إلى مسهدفات الرؤية وربما تجاوزها إلى آفاق أوسع وأرحب.

عندما يكون صاحب الدار هو المهندس والمشرف فستتلاشى أمامه كل الصعوبات، وتهون في طريقه كل العقبات، ولن يهنأ الأعداء والمتربصون بما يأملون، فكل صاحب دار يبذل في حمايتها ورعاية أهلها كل غال ونفيس، ولن يسمح لأي كان بالوقوف أمام تطورها وتقدمها.

الأفعال هي التي تؤكد صدق المحبة، أما الكلام فالجميع يتكلم .

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *