الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

دلالات العزوف عن الزواج! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

دلالات العزوف عن الزواج! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم الغامدي

 

في العصر الحالي يبدو أن قضية العزوف عن الزواج من ( الشريكين ) أضحت ظاهرة، ناهيك عن قضايا الطلاق والخلع التي لا تخفى على أحد، بعد أن كان مشروع الزواج إلى عهد قريب تتشاركه الأسرة والعائلة لكي تٌصلح ما فسد بين الشريكين، وتسعى بكل قوة إلى بقاء بنيان الأسرة قائماً دون أن يتهاوى.

على مدى عقدين من الزمن أو يزيد قليلاً، ومع ظهور الإعلام بكافة قنواته بدأ هذا الكيان الشامخ والميثاق الغليظ يتصدع، مع غياب مؤسسات المجتمع المدني ( المدرسة والمسجد والإعلام ) عن القيام بالدور المأمول منها حيال هذه القضية.

هذا العزوف من الشريكين لم يظهر من فراغ، باعتبار الإنسان كائن حي يؤثر ويتأثر بما يدور حوله من سلوكيات في المجتمع، تغيرت فيه النظرة إلى القوامة، لتكون المرأة هي من ترعى شؤون الأسرة، في ظل توفر الفرص الوظيفية للعمل خارج المنزل حتى أضحت الزوجة ( عاملة ) والزوج ( عاطل )

في إحدى الدراسات الاجتماعية الحديثة حول هذه القضية ومن خلال الاستبيان، كشفت هذه الدراسة عزوف الرجل عن الزواج لأسباب لعل أبرزها، البطالة، وغلاء المهور، واختفاء مظاهر التدين لدى بعض الفتيات، وسهولة الانفصال “الخلع”، والشروط التعسفية في عقد الزواج.

أما المرأة فترى من وجهة نظرها أن العزوف عن الزواج يمنحها المزيد من الحريَة، ويتيح لها فرصة الخروج للعمل الوظيفي والحصول على الدخل المادي الكافي ليس للضرورات فحسب بل حتى بتوفير وسائل الترفيه والسفر دون وجود عوائق.

ومن وجهة نظر الطرفين نجدهما يتفقان في أن مشروع الزواج يكتنفه مسؤوليات عديدة – زواج – انجاب – رعاية – تربية، لا يريدان القيام بأعبائها حيث تبدأ بالزواج ولا تنتهي به، ناهيك عن انعدام الثقة بين الطرفين.

وكان من نتائج هذه الدراسة أن السبيل لحل مشكلة العزوف عن الزواج هو بالعودة إلى تحرير مصطلح القوامة لكي يتحمل الزوج تبعاتها امتثالاً لقول الله تعالى ( الرجال قوَامون على النساء بما فضَل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم …. ) الآية 34 سورة النساء

فهو من تقع عليه مسؤولية بناء الأسرة، مع ضرورة توفير فرصة العمل المناسبة له، وتفرغ الزوجة لتدبير منزلها، والقيام بشؤون أسرتها، وتربية أبنائها، فلديها من العناء والمشقة في المنزل ما يستدعي أحياناً مساعدتها في القيام بشؤونه، فكيف بعملها داخل منزلها وخارجه معاً ؟.

وختمت الدراسة بضرورة قيام مؤسسات المجتمع المدني بمسؤولياتها حيال هذه القضية في توجيه الناشئة التوجيه السليم في بناء الأسرة، والدور الذي يجب على الشريكين نحو بعضهما، والتحذير من مظاهر التغريب التي غزت المجتمع واستهدفت فكره وأخلاقه.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *