الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

من يتحكّم في تويتر؟ – بقلم الدكتور فايز بن عبدالله الشهري

من يتحكّم في تويتر؟ – بقلم الدكتور فايز بن عبدالله الشهري

 

معركة الشدّ والجذب حول منصّة “تويتر” لم تبدأ ولن تنتهي مع محاولة “إيلون ماسك” شراء المنصّة العالمية الأشهر، إذ لم تسلم الشبكة عبر تاريخها من الجدل منذ بدء التعرف عليها على نطاق أوسع بعد ظروف منحها جائزة “أفضل شركة ناشئة” عام 2007.

وقد ثار أول جدل واضح حول تويتر مع الإطاحة بجاك دورسي عام 2008 من منصب الرئيس التنفيذي، ولكنه ظهر فجأة في أبريل 2009 مشاركاً في رحلة إلى العراق مع العديد من رواد التكنولوجيا ضمن خطة ترعاها الحكومة الأميركية لتقديم المشورة للحكومة العراقية الجديدة حينها. ومرة أخرى في يونيو 2009 أثارت تويتر النقاش حين تعمدت الشركة تأخير مواعيد صيانة الخوادم المخطط لها لإتاحة الفرصة لمعارضين إيرانيين لتنظيم مظاهرات احتجاجية على نتائج الانتخابات الإيرانية، وقالت بعض المصادر الأميركية حينها أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية هو من قام بتشجيع “توتير” على تأخير الصيانة الدورية.

ومن عجائب تاريخ تويتر المثيرة قصة تعطل خوادم تويتر في يونيو 2010 حين كان الرئيس الروسي ديمتري ميديديف ( المعروف بحبه للتكنولوجيا ) يعلن تدشين حسابه وإطلاق أول تغريدة له. أما الدعم المتبادل بين تويتر والديموقراطيين فيسير بشكل حثيث منذ استضافة البيت الأبيض للمنصّة في يوليو 2011 في حوار مفتوح مع الرئيس باراك أوباما وكان جاك دورسي مديراً للحوار. وحتى اليوم مازال حساب باراك أوباما يحتل المركز الأول عالمياً من حيث عدد المتابعين ( 132.5 مليون متابع ) بفارق يزيد على 18 مليون متابع عن المغني جستن بيبر الذي يحتل المركز الثاني.

ويكشف مركز The Center for Responsive Politics في تحليله لبيانات الإنفاق السياسي الذي تم الحصول عليها من تويتر أن الديموقراطي بيتو أورورك، والسناتور كامالا هاريس ( ديموقراطي من كاليفورنيا/نائبة الرئيس بايدن الآن )، والسناتور كيرستن جيليبراند ( ديموقراطية من نيويورك ) كانوا ثلاثة من أكبر أربعة منفقين سياسيين على Twitter منذ أن بدأت منصّة التواصل الاجتماعي في إتاحة البيانات للجمهور في يونيو 2018 حتى الأسبوع الأول من يناير 2019.

وفي خضم الانتخابات الأميركية ( نوفمبر 2020 ) قام موقع تويتر بالإشارة إلى بعض تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها تتضمن معلومات متنازع عليها أو مضللة. وفي سابقة تاريخية لاحقة أعلنت منصّة تويتر في الثامن من يناير 2021 إغلاق حساب الرئيس ترامب على تويتر وقالت الشركة في بيانها إن الحساب “مُعلق نهائيًا.. بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف”.

 إيلون ماسك وصف نفسه بـ”المطلق لحرية التعبير”، ويقول إنه لا يؤمن بحظر الحسابات فهل سيتمكّن من اختراق الجدار الناري الليبرالي المحيط بتويتر أم هو فصل من بقية اللعبة؟ ننتظر ونرى.

مسارات.. قال ومضى: كل حقيقة عليها وسومها، وكل حرية ستكشف خصومها

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *