– أتيت اليك أيها القبر وانا عابر سبيل كما عبر ساكنك الحياة وكأن لم يكن اتيتك بعد ان انفض الناس من حولك وفي مقبرة لم يسكنها غيرك وانت اول ساكنيها وقد شاهدت محبيك ومن اراد اجر المشي في جنازة قد غادروا أفواجا يسعون في الأرض كما كانو قبل موتك تركوك وحيدا في قبر موحش بفلاةٍ،، أتيتك ولا أعرف من يسكنك أيسكنك ملك عظيم ام عبد ذليل أم يسكنك إمرأة فاتنة ذات منصب وجمال جثى لحسنها صناديد الرجال ام أخرى نَفَر منها الرجال لقبحها ودمامة خُلقها وخِلقتها..
أم يسكنك غني انساه ترف العيش ذكرك ولكنه سكنك فجأة وعلى عجل ام فقير تساوى لديه الفقر والموت فآثر الموت ليستريح فهل إستراح ام متجبر تسلط على كل دابة فأذاقها لباس الذل والهوان فكنت ميناء سلام وراحة للبؤساء والمقهورين أم صحيح لم يمسسه مرض ولا نصب أم مريض قضى حياته يستجدي الاطباء والرقاة لحظة صحة يستريح فيها من الالم وسطوة البلاء أم يسكنك انسان قضى حياته بعيدا عن ملذات الحياة وطغيان النفس لسانة رطب بذكر الله وحسن القول والعمل آناء الليل وأطراف النهار..
أم آخر قضى جل عمره في الملهيات والملذات يكتسب الآثام يتوه في بحر المعاصي ولا يذكر الله الا قليلا أم سكنك أحد أذاقتة الأقدار وصروف الحياة وكيد الناس ماتنوء بحمله الجبال فمات منتحرإً ينشد الراحه في العالم المجهول.. بربك أيها القبر أخبرني ما مهيتك وكم وكيف المكوث فيك أهو لأمد بعيد أم قريب وعلى أي حال من سكنك وحيدا هل هو في سعادة وحبور ام في عذاب ونفور وهل سكنك أنسان أراد الموت لينجو من الحياة وكدرها..
أم سكنك أنسان يرسم الآمال يطلب الموت ان يمهله ريثما يصل المستقبل المستحيل نعم ايها القبر الملفت ايسكنك قاطع رحم ام واصل لها ام انسان عاش وحيدا منكسرا طرق كل باب يبحث عن لحظه سعادة وأمل فأدركه الموت فمات يحمل رايات البؤس والحرمان أخبرني ايها القبر هل وجد ساكنك ما وعد الرحمن من نعيم او جحيم انني اجهلك تمام الجهل ولا اعرف إلا الظاهر منك تراب ونُصب تملأوني رهبة الموقف والمقام .
فيا أيها القبر انني اغادرك واعلم انني اغادرك متجها اليك يوما ما على الاكتاف محمول تقربني منك ساعات عمري التي تنقضي في كل لحظة تستدعي الاجل المحتوم فرحماك ربي ما اقصر العمر وما اصعب الموقف وما أحقر الدنيا فأسألك إلهي حسن ختام فما الحياة الدنيا الا متاع الغرور.
التعليقات