الخلع لغة: هو النزع، والخلع مأخوذ من خلع الثوب إذا أزاله، فكل من الزوجين لباس للآخر، قال تعالى: ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )، والخلع بضم الخاء تعني إزالة ملك النكاح، وهي في اصطلاح الفقهاء: افتراق بالتراضي مقابل عوض تدفعه الزوجة عوضا لزوجها عن خسارته بسبب الطلاق، وهذا يؤدي الى إنهاء الحياة الزوجية. وهذا الرباط المقدس بين الزوجين يضمن حياة كريمة لبناء الحياة كما أرادها الله سبحانه وتعالي للمحا فظة على الجنس البشري، والمحافظة على الأنساب والأعراق.
الطلاق لغة: هو حل الوثاق،والطلاق هو الارسال والترك، وشرعا: هوحل عقد الزواج وهو حل عقد النكاح قولا وعملا انطلاقا من قول الله سبحانه وتعالى ( إمساك بمعروف أو تسريح )، وهناك طلاق غير نافذ إذا كانت المرأة في حالة حيض فلا يقع الطلاق إلا بعد طهر. هذه قواعد تنظم حياة المسلم كما ورد في القرآن والسنة والنهج النبوي الشريف، وتستقيم عليها الأسر بأركانها الآباء والأمهات، والأبناء والأحفاد في نقاء لا تختلط فيها الأحساب والأنساب والأعراق.
وظاهرة الخلع التي بدأت تجتاح الأسر لرغبات ونزوات تسقط هيبة الأسرة، وتتفلت بلا ضابط أسري ينظم العلاقات الأسرية وترابطها وتكاتفها، إن المرأة إذا خلعت زوجها بلا سبب وجيه وشرعي تسقط حصانتها الأسرية والمجتمعية وتتهاوى في معترك الحياة، وتقع فريسة سهلة للشلل من نظيراتها، وتستغَل وتذوب شخصيتها لكيلا تصبح أما صالحة ومربية فاضلة وعضوة فاعلة في المجتمع، وبالتالي تصبح عبئا ثقيلا على الأسرة والمجتمع.
في ديننا فسحة وسعة لمنع التسلط والأضرار بالآخر إلا أن استغلال هذه الفسح والسعة لا تمنح الإنسان المسلم والمسلمة الخروج على ثوابت الدين والقيم والأخلاق والفضيلة، وهي سمة من سمات المملكة العربية السعودية وثوا بتها أعزها الله تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين، وأتمنى على القضاة التريث في إجراءات الخلع والطلاق وإيجاد الحلول المرضية للطرفين حسب الممكن للمحافظة على تماسك الأسرة والمجتمع، والحد من رغبة الانتقام بين الزوجين لتبقى الأجيال القادمة تعيش في أمن أسري وسلام مجتمعي، لأنه إذا اختلّت العلاقة الأسرية انعكست على المجتمع، وهذا يولد اضطراب يترتب عليه تشتت الأسرة، ويدفع ثمنها المجتمع بكل أطيافه، والله المستعان.
التعليقات