الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

كيف نتعامل مع ارتفاع الأسعار؟ – بقلم الكاتب أ. أحمد علي الشهري

كيف نتعامل مع ارتفاع الأسعار؟ – بقلم الكاتب أ. أحمد علي الشهري

 

مبررات التضخم كثيرة وتختلف من بلد إلى آخر، التضخم الذي يشعر به الناس في 2022 يعزى إلى حد كبير لما يجري في أمريكا والحرب الروسية ـ الأوكرانية، يعاني المستهلكون التضخم بدرجات متفاوتة بناء على مستوى الدخل والعمر، فمثلا الفئة العمرية من 28 إلى 44 تشكو من التضخم في أمريكا أكثر من الفئات الأخرى، بسبب متطلبات الحياة النشطة والأسرة ودفع الإيجارات وشراء السيارات والمساكن وسداد الديون..

وهي مرحلة ذهبية في الإنفاق الاستهلاكي، في مقابل أن هناك تصنيفات أخرى تعاني تضخما مزمنا، كالأسر منخفضة الدخل، وبعض فئات المتقاعدين، أو ممن لم يخططوا للتقاعد بالاستثمار والادخار في وقت مبكر، لأن التقاعد يؤدي إلى توقف نمو الدخل ما لم يكن هناك ما يقابله وبمقدار كاف من استثمارات مدرة للدخل.

لا توجد وصفة واحدة ملائمة للجميع للتعامل مع ارتفاع الأسعار، بسبب تفاوت معدلات الدخل ومسببات عوز الاستهلاك واختلاف النماذج الاقتصادية، لذا يمكننا وضع بعض التوجيهات العامة، للتعامل مع التضخم، فمثلا إذا مصدر التضخم الأغذية ولم تكن من الفئات التي تأكل خارج المنزل، فإن ألم التضخم سيكون أقل عليك مقابل من يعتمدون على الطلب من المطاعم أو الأكل خارج المنزل بشكل مستمر.

الخطوة الأولى، أن تتعلم كيف تحمي الضروريات وهي الغذاء والسكن ووسائل النقل والكهرباء والغاز من خلال البحث عن الإيجارات الأقل والسلع البديلة والشراء من المنافذ الكبيرة، أما إذا كان التضخم طارئا، فمن الأفضل تقليص عدد مرات الخروج من المنزل والذهاب إلى الأسواق، لأن هذا الأسلوب فاعل لامتصاص بعض أنواع صدمات الأسعار المفاجئة.

أما إذا كان ارتفاع الأسعار مستمرا بعد كل الإجراءات السابقة ولا تزال تشعر بمستوياته المرتفعة، راقب مستوى هدر الأسرة وتخلص من بعض الكماليات وفواتير الاشتراكات غير الضرورية، وراجع مسببات ارتفاع تكاليف الكهرباء والاتصالات، إضافة إلى خفض فئات الاشتراكات إلى مستويات أقل في الاتصالات وخدمات الترفيه وعدم الاشتراك في أي ضمان ممتد.

تأتي مرحلة تأجيل وإلغاء الإجازات والسفر وشراء السلع المعمرة، مثل الأجهزة المنزلية والسيارات في المرحلة الأخيرة مع أهمية التخطيط لخفض الميزانية في الأشهر المقبلة، طبعا إذا ما افترضنا أنك تدخر بطريقة منظمة من دخلك الشهري وتستثمر شهريا في شراء أسهم شركات لها توزيعات ولديك معدلات قروض منخفضة أو دون قروض.

في نهاية المطاف، إذا ما زال هناك عجز في ميزانيتك، في الأغلب المشكلة تكمن في وجود ديون مرتفعة أو ضعف أو تراجع في الدخل أو تدن في معاش التقاعد أو ظروف خاصة، كالإعاقة والتعطل عن العمل أو ضعف في بنود تعويض إصابات العمل القهرية، وأفضل ما يمكن القيام به عدم الجلوس والبحث عن عمل بدخل أعلى والأعمال الإضافية ـ إن أمكن ـ وإلا الالتحاق ببرامج بحزام الضمان الاجتماعي العام ودعم الأسر الأكثر حاجة وبرامج التمكين الاجتماعي المرتبطة بالتمويل التنموي.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *