انتقل الى رحمة الله الصديق والاخ ظافر بن محمد آل ملفي من بني قشير.. فأساله ان يتغمده بواسع رحمته وأن يجعل جنة الفردوس نزلا له ولوالديه ولمن احب في الدنيا ومن احبه. ونعزي اسرته الصغيرة أولاده محمد وأيمن وابنته الكريمة ووالدتهم الفاضلة ام محمد ذات الخلق الرفيع التي لازمته في كل مراحل مرضه. وكذا نعزي كافة أسرة آل ملفي وقبيلته وكل معارفه وأصدقائه وهم كثر.
تعود معرفتي بالاخ ظافر في الرياض أول مرة قبل مايقارب من 50 سنة عندما كنا نذاكر للاختبارات النهائية في ساحة برج مياه الرياض في المربع وكلانا كنا نسكن في هذا الحي، فقد لاحظت هذا الشاب ياتي الى هذا المكان بعد عصر كل يوم بسجادته التي يفترشها وكتبه وفي ذات يوم دعاني لتناول الشاي والقهوة والتمر التي يحضرها يوميا. وتعرفنا على بعض فاذا نحن مشتركين في اللقب والهدف والطموح بخدمة الدين ثم ولاة الامر والوطن، ومن ذلك الوقت وجدت في هذا الرجل نبلاً في الاخلاق وكرماً في الطباع وصفاء في النية وطهارة في قلب وإيثار وجود في كل شئ.
توطت صداقتنا سويا حيث كان يدرس في معهد الرياض العلمي وأنا في معهد امام الدعوة العملي ومن نبل هذا الرجل وكرم خصاله انه خلال دراستنا في المعهدين وفي ايام الكلية كان أغلب أيام السنة الدراسية يمرني صباحا في سكني لاصطحابي في وسيلة النقل التي كانت لديه أنذاك والعوده معه واستمريت حتى تخرجت من الجامعة عام 1398هـ امتدت وتوطـدت الصداقة فتعرفت على اخوان الاخ ظافر الذين في الرياض وكانت أسرة مترابطة جدا تجمعهم المحبة والالفة في بيت واحد باسرهم وهم الشيخ عبدالله – رحمه الله – والاخ سليمان والاخ علي – رحمه الله – كما تعرفت علي والدهم ووالدتهم – رحمها الله – فتيقنت ان هذه الخصال متوراثة من والديه وكذا اخوانهم المقيمين في النماص فايز وعبدالرحمن.
بعد تخرج الاخ ظافرعام 1399هـ تعين مدرساً في معهد تعليم اللغات التابع للامن العام. ثم لم يلبث ان التحق بدورة الضباط الجامعيين بكلية الملك فهد الامنية وتخرج برتبة ملازم اول واقدمية .عين في ادارة المرور في الشرقية ثم كلف بادارة مرور ورخص دلة واستمر سنوات حتى تقاعد برتبة عقيد. طيبة ابو محمد ونبل اخلاقه وكرمه جمعت له صداقات ومعارف كثيرة جدا جدا منذ ايام الجامعة.
اما على المستوى العملي وخدمة شرف العكسرية فزملائه ومسؤولي المرور يعرفون ذلك جليا وما كان من اصرار رؤوساوه على بقاءه مديرا لرخص دلة رغم ترجيهم بان يريحونه من ذلك العمل الحساس الا دليلا على قدرته على تحمل المسؤولية وامانته واخلاصه. اما على مستوى خدمة الناس فحدث ولاحرج كان باب مكتبه مفتوح للصغير والكبير يقوم من على مكتبه لخدمة المراجعين بكل المستويات وهم بالمئات ويلتمس لذوي الحاجات دون اخلال بالانظمة والتعليمات في مرفق امني حساس جدا.. كنت اتعاود ابا محمد بالاتصالات والزيارات في البيت والمستشفي واخر ذلك كان كان قبل وفاته بثلاثة ايام وكان مبتسما ومحتسبا ومعنوياته عاليه كله ايمان ورضاء بما قدر الله..
أخيرا .. اعرف أن هذه الاسطر لن تخفف من حزننا جمعيا على ابو محمد، ولكن كنوع من الوفاء وذكر المحاسن عرجت على القليل والقليل جدا مما اعرفه عن مأثر الاخ ظافر بن ملفي – رحمه الله – وأجزم اني لا اعرف الا القليل من الخصال الحميدة في هذا الرجل . اخي وصديقي أبا محمد لك علي ًبإن لا ننساك من الدعاء والصدقة ونساله بوجه الكريم أن يجعل ما اصابك من مرض في ميزان حسناتك. كما أساله بان يجعل كل خدمة قدمتها لكل من عرفك شافعة لك ولوالديك واسرتك وأن يثقل بها ميزان حسناتك وأن يبعثك مبتسما كما كنت دوما مع من عرفك. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبدالله بن علي بن ملفي، تنومة 1443/11/21هـ
التعليقات