“نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً “.. هذا المثل يقال : لمن يكثر من الكلام ولا يعمل ويكثر من الوعود ولا ينجز. عندما قامت الثورات العربية المزعومة، سلط الغرب كافة وسائله الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، على الحدث، وكثفت المنظمات والهيئات الدولية ضغطها على الدول المستهدفة، وشجعت في السر وفي العلن على استمرار هذه الثورات ودعمتها بكل الوسائل، حتى تحقق لهم جزء من تطلعاتهم.
تنبهت بعض الدول لهذا الخطر الداهم والذي سقطت في براثنه العديد من الدول العربية، فأجمعت أمرها على التصدي لهذا الوباء الذي ضرب الدول العربية خاصة، وحرصت على إيقاف هذا العبث، من خلال تحصين شعوبها وإيضاح الحقائق الخفية وراء هذه الفوضى، فسلمت بفضل الله وبفضل هذه المبادرات على الوقوف في وجه ذلك الطوفان البائس.
يتكرر هذه الأيام ثورة حقيقية كان من الأجدر على منظمات حقوق الإنسان والداعين للحرية أن يدعموها ولو بالتنديد على أقل تقدير، لكن الغرب بشكل خاص وبعض وسائل الإعلام التي كانت حاضرة أيام الشتاء العربي أجنبية كانت أو عربية لم نرى هبة كما هبتها آنذاك، فهل خرست الألسن وعميت الأبصار أم أن الدول العربية كانت الهدف، والذي خاب فيها مسعاهم ولله الحمد.
إن الثورة الحاصلة في إيران منذ أيام ليستدعي الوقوف مع الشعب الإيراني الذي يئن تحت وطأة أصحاب العمائم، ويتعرض فيها الشعب المظلوم لكافة وسائل العنف والتقتيل والاعتقالات.
أين أنتم أيها المنظرون حيال هذه الثورة الحقيقية والتي لو دعمتموها ولو بجزء يسير من دعمكم للثورات العربية زعماً لما بقيت عمامة على أرض إيران ولتحررت هذه البقعة من رجس هذه الطغمة الفاسدة، ولعادت الحياة الطبيعية إلى جنباتها و لتوقف الإرهاب في كافة أنحاء العالم، ولهدأت النفوس وتفرغت الدول للبناء والاستقرار.
الغرب لا يقوى على التدخل في الشأن الإيراني لا لضعف أو عدم قدره، بل لأنهم هم الذين زرعوا هذا النظام منذ العام 1979 ليقدم لهم الكثير من الخدمات، وما نراه ونسمعه صباح مساء من تصريحات لهم ما هو إلا صياح يضيع صداه في حبهم لأصحاب العمائم.
فليعي الجميع أن كل ما يفعله الغرب تجاه ملالي إيران ما هو مظلة تخفي تحتها ما يتضح عواره يوما تلو الآخر، وما موضوع المحادثات بينهم وبين النظام الإيراني وما نراه من تطاول مداه إلا ليعطوا ذلك النظام الفرصة تلو الفرصة ليتمكن من دخوله النادي النووي العالمي، ووضع العالم أمام الأمر الواقع.
الأفعال هي التي تؤكد على صدق المحبة، أما الكلام فالكل فلاسفة.
طبتم وطابت أوقاتكم
M1shaher@gmail.com
التعليقات