زراعة الأمل في نفوس اليائسين خطوة تتفتح معها ينابيع الحياة وبهجة تنمو اوراقها على ضفاف القلوب وبسمة جميلة ترتسم على اطراف الشفاه الجافة ويمتد أفق التفاؤل طولاً وعرضاً على إمتداد بعد البصر..
وحينما يأتي ذلك النور المحمل بالبشرى من نفق اليأس والمعاناة فإن ازهار الحياة قد تفتحت وأخضرت أوراق التفاؤل في النفس المنكسرة التي عانت طويلاً من وطأة المرض وشدة الهم والكرب..
هنا في النماص وفي واحدة من اروع قصص الإيثار قام الشاب حسن محمد بن عويش العمري بأجمل موقف إنساني غير مستغرب يقطر مروءة وشهامة كأجمل مايكون من مواقف التضحية النادرة وهو يتبرع لشقيقه الشاب “علي” بإحدى كليتيه ليقتسما بهما ماتبقى من مشوار الحياة..
هنا تجلت أروع صور الإيثار وأصدق معاني الأخوة وأنبل المواقف الإنسانية في هذه البادرة التي يتردد الإنسان قبل الإقدام عليها وحينما تحين ساعة الصفر تختفي كل الوعود إلا ذلك الوعد الصادق حينما يأتي محملاً ببشائر الأمل لزرعها في الجسد الآخر لتكون شريان حياة جديد في جسدٍ أنهكه المرض وقسى عليه الخوف..
لقد كان لهذا الموقف الإنساني صدى واسعاً بعد ان أشرقت شمس الامل من جديد في حياة الشاب علي العمري وهو يستقبل هدية شقيقه الثمينة ليبدآ معاً مشوار حياتهما الجديد بتلك الكليتان اللتان كانتا ذات يوم في جسد واحد ثم إفترقتا لتبدآن رحلتهما بعيداً عن بعضهما.
التعليقات