( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) يخبر تعالى بما منَّ به على عباده, بأنه فرض عليهم الصيام, كما فرضه على الأمم السابقة, لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان. وفيه تنشيط لهذه الأمة, بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال, والمسارعة إلى صالح الخصال, وأنه ليس من الأمور الثقيلة, التي اختصيتم بها. ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى, تفسير السعدي)..
رمضان هذا الشهر الكريم المبارك بروحانيته الربانية العظيمة أنعم الله به على أمة الاسلام ، كونه احد اركان الاسلام بما تحمله أيامه ولياليه من مواسم الخير والعبادة والتعرض لنفحات العفو والمغفرة من الرب الكريم سبحانه وتعالى. فالصوم مدرسة روحية وتهذيب وصحة للروح والجسد وصفاء للذهن ، ومما أنعم الله به علينا في المملكة العربية السعودية جوار بيت الله الحرام ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم في ظل رعاية حكومتنا الرشيدة بما هيأته للمعتمرين والزائرين والمواطن والمقيم من اسباب االراحة وصيام الشهر في أمن وأمان ورغد عيش وتوفير أعلى مستويات الحياة الكريمة..
ومن فضل الله علىّ ومنه وكرمه انني تجولت في وطني الحبيب من قبل منتصف هذا الشهر الحالي (شعبان) وزرت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وقضيت بها ايام عده حيث كنت انا وغيري من القادمين والمقيمين والمواطنين نشهد العناية والرعاية الكريمة في كل جانب من جوانب الخدمات وحسن التعامل والاخلاق السامية للقائمين على التنظيم من العسكريين والمدنيين وكافة الجهات من القطاعين العام والخاص بما يحقق السكينة والسعادة لكل زائري المسجد النبوي وكذلك المسجد الحرام بنفس القدر من العناية والرعاية والتنظيم الراقي والحضاري في مشهد يفتخر به كل مسلم قبل ان يكون مصدر فخراً لنا كسعوديين ولدولتنا وولاة امرنا رعاهم الله،
ومن نافلة القول انك من خلال التطبيق تستطيع الحجز للدخول للروضه الشريفه وكذلك للعمره من خلال التطبيق تستطيع الحجز عبر قطار الحرمين لتصل في وقت وجيز وبسعر رمزي اقل كُلفة من المركبة الخاصة من حيث الوقت والجهد والمال، وداخل الحرم النبوي تجد التنظيم من بداية الدخول حتى الخروج بكل يسر وكذلك المسجر الحرام في الطواف والصلاة والسعيى والعربات الكهربائية التي تخدم المعتمر بكل يسر وسهوله ،حقيقة شىء رائع وعظيم بكل ما تعنية الكلمة ..
وليست هذه الاسطر جديرة بوصف الواقع المثالي والحضاري الراقي للحرمين الشريفين وما توليه حكومتنا رعاها الله من خدمات جليله ولكن هذا وصف مشاعري وافتخاري بوطني وابناء الوطن وقيادتنا الرشيدة،ولهذا اجد كمواطن وغيري من المقيمين ان من سمات مجتمعنا السعودي في هذا الشهر الفضيل ان عاداتهم متجذرة في الأصالة الاسلامية والكرم العربي المتسم بنفحات الإيمان الذي يزكيه هذا الشهر الفضيل في نفوس الصائمين تعاملا وعطاء ، وفق التوجيهات والتعليمات بما يجعل من ليالي المملكة مفعمة بأجواء روحانية تنعكس سماتها على سمات الناس وحياتهم الاجتماعية والدينية.
ولا شك ان المجتمع السعودي يحرص كغيره من المجتمعات الإسلامية، حرصا شديدا على إحياء الشهر الفضيل بالعبادةالخاصة بشهر الصيام، كالتراحم والتواصل الاجتماعي وسط أجواء روحانية لسائر مظاهر الحياة في مختلف مدن وقرى وحواضر المملكة التي تزدان بأبهى حللها وأنصعها ضياء وإشراقا في هذا الشهر الكريم
وفي الختام وبمناسبة قدوم الشهر الكريم ارفع اسمى ايات التهاني والتبريك لمولاي خادم الحرمين رعاه الله وسمو ولي عهده الامين سائلا المولى سبحانه لهم العزة والنصر والتأييد ولوطننا التقدم والرخاء والازدهار وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وكل عام وانتم بخير .
التعليقات