القَدَرُ مكتوب في الأزل بأشكاله وصوره وتجلياته
القَدَرُ ساكن ما دام صاحبه ساكن.
القَدَرُ قد يحمل لك الخير، وقد يحمل لك الضد.
الجميل أن يفاجئك القَدَرُ بكل ما تحب وترجو.
الأجمل والأروع، عندما يكون القَدَرُ عظيما وغير متوقع.
في بلادنا بما حباها الله من قيادات حكيمة على مر الأعوام وتعاقب الأزمان، وشعب كريم فخور بانتمائه لهذا البلد الذي يحتضن أعظم المقدسات، ورزقه الله من صنوف النعم ما كان لواهبها شاكراً، و عندما ينفجر القدر بأعظم العطايا وأجزل الهبات، فإن في ذلك دليل على أن هناك من حرك قطعة القدر الساكنة، فأمطرت وعم خيرها البلاد، فأنبتت ورودا زكية وأزهاراً جميلة.
في الثامن عشر من شهر رجب من العام 1437هـ الموافق 25 إبريل 2016م كان هناك قطعة من قدر الخير تنفجر داخل أروقة مجلس وزرائنا الموقر لتعلن عن أعظم الأمنيات وأسعد اللحظات بإعلان الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030، توِّجت بكلمة ضافية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية – ركز فيها على أنه – حفظه الله – وضع نصب عينيه منذ أن شرف بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه – أنموذجاً للعالم على جميع المستويات.
وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء, شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص, وآملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة, سائلين الله العون والتوفيق والسداد, وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي.
كان هذا الإعلان بمثابة نقطة تحول مفصلية أصبحت بعدها المملكة العربية السعودية غير المملكة العربية السعودية قبله، فتسارعت الخطى والتحمت القيادة بالشعب، وتم تجاوز الكثير من القضايا العالقة، توالت بعدها الخطى حثيثة للبناء من خلال السماح للجني بأن يخرج من قمقمه فنثر أعظم الإبداعات وأجمل الصور.
لقد أصبح الشباب السعودي بما تحصلوا عليه من التأهيل على مدى الأيام والأعوام السابقة جاهزين لتلقي هذا الإعلان بكل حب وجاهزية، فرأيناهم يحققون في زمن قياسي قل مثيله في هذا الزمان، ما لم يتحقق في عديد السنين والأعوام السابقة.
ومع مرور الأعوام، العام تلو الآخر ، وبجهود ممزوجة بالحب والتفاؤل تدور العجلة بتؤده وحكمة ليتحقق معها الكثير من برامج الرؤية مع الاستمرار والمداومة واختيار الأفضل وطرح الأسوأ تستمر العجلة في الدوران ويستمر العمل على استكمال بقية الأهداف، وإن غداً لناظره قريب. ” أليس الصبح بقريب”
لقد أصبحت المملكة العربية السعودية خلال هذه الأعوام القليلة مثلاً يحتذى وقدوة حسنة للآخرين، بما تحقق وبالشغف الذي يحمله الجميع لاستكمال المستهدفات.
عندما أنظر لما تحقق ولما هو جار، يتوقف لدي الكلام وأعيش فرحة وشعوراً لا أجد لها أي وصف، فماذا أفعل في العام 2030 بعد تحقق الكثير من أهداف الرؤيا بل ربما تجاوزها إلى أفاق أبعد وأرحب.
أمد الله في أعمار الجميع للاستمتاع بثمرات جهودهم ورؤية بلادهم وهي تعانق السحاب تقدماً وحضارة ورقياً، مع المحافظة على موروثها الأصيل وفخامتها الفريدة.
بعد كل هذا أقول أن من فضل الله أن كان قدرنا عظيما بوجود رجل المهمات الصعبة وقائد الرؤية الملهمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدد على دروب الخير خطاه، وأمده بعون من عنده لتحقيق الآمال والتطلعات.
وأختم بقول المتنبي:
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديــدُ …. ومَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقــامُ
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً …. تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
التعليقات