الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

تحية للفلاشات – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

تحية للفلاشات – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري
 

لو اسمينا هذا العصر ( عصر الفلاشات )؟ لما جانبنا الصواب، خلال عشر سنوات قدم الفلاش وقدمت الكاميرة وعدسة الكاميرة اعداداً مهولة من الصور،
هذه الإداة استخدمها ..
الذكي
و الغبي
و العادي
و الخبل
وصاحب المحتوى

واصبح التصوير بمثابة الهوس الذي يشبه فايروس
ينتشر باسرع وقت ممكن، هذا الفايروس
نما الى كبار السن اسوأ نمو
فقد استهلك بعض المتقاعدين عدسة الكاميرة اسوأ استهلاك
وتصوروا في مواقف لا تسُر 

ولا شك أنه عمد كثير من الحاقدين الى تصوير بعض زلات الناس
فمن الممكن أن تجد نفسك بدون مقدمات في احدى التطبيقات أو احدى الشاشات في صورة سيئة أو مقطع عفوي أو محرج أو مضحك، لا تدري مَن صورك؟  ومن ارسل؟  ومن نشر !؟ ، لأن كلاً يريد أن يأخذ السبق في النشر 
وقد غفلوا عن قول محمد صلى الله عليه وسلم ( من سَتر مسلما في الدنيا ستره الله يوم القيامه )

من الجميل أن هناك قوانين فُرضت على هذه التطبيقات وعلى الناس بالحفاظ على خصوصية الناس، اولاً..
أما ، ثانياً ، فهو أن الشركات تطالب المشاهير بصناعة المحتوى 
وهذي لم يلتزم بها الا القليل للأسف
بالمقابل أصبح للكاميره وعدساها وفلاشها رهبة اجتماعية وحضور كثيف 
واصبحت عين المسؤل الثالثة

فالذي لم يخشى من رقابة الله له في السابق اصبح يخشى هذه العدسة
فقد يلتقط رجل او شاب او طفل او إمراة، قد يلتقط احدهم تقصيره في مشروعه او عمله وبالتالي هذا التقصير يصل للمسؤل بأسرع وقت
اضافة إلى أن
هناك تطبيقات تقيّم اداء موطفيها
من خلال رأي المستهلك
و هذه النقطة في نظري هي نقطة مهمة جبارة تجعل الموظف
يتفانى في خدمة الناس وخدمة وطنه بلا هواده وهو يعلم تمام العلم أن هناك لمسة واحده قد توديه عند عين الشمس لأنه اخفق في عمله 

ولهذا وعلى الرغم من مساوىء العدسات
إلا أنها كانت سبباً في تقدم كثير من الدوائر الحكومية في أدائها وخدمتها للمواطن، و لو جيئنا للشركات الخاصة فإنها هي أيضاً
كانت الأوفر حظاً في حسن الأداء والأوفر حظا في الرهبة من المستهلك،
ولا ننسى أن وزارة التجارة اقامت حملة توعوية جميله بعنوان ( اعرف حقك ) هذه الجمله ولو كانت في بعض الملصقات إلا أنها جعلت التاجر يقف مع نفسه، و يخشى من المستهلك و الرقيب في نفس الوقت،
ولكن أليس حريُ بنا أن تكون اجهزتنا البيولوجية شغالة بأفضل امكانية للمراقبة الذاتية التي تُعظم الله ،
وتعمل و نتنتج ابتغاء ماعند الله 

ذات مره تمنيت أن لدي القدره
لأطبع الآيات والاحاديث
التي تناسب الحرف والتعاملات واجعلها في امكنتها المناسبة في الدوائر الحكومية وامام بعض المحلات التجاريه،
مثلاً ( من غشنا فليس منا ) حديث نبوي

ومثلاً
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلم أخو المسلم: لا يَظلِمُه ولا يَحقِرُه، ولا يخذُلُه، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسْبِ امرئ من الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضُه))؛ رواه مسلم.
وقيسوا على ذلك،

في احدى طرق السفر .. مررنا  بمحطة وقود، و بها خدمات ممتازه، على سبيل المثال
مركز تسوق ومطعم و تسجيلات ومحل غسيل سيارات او بنشر ، وبقاله ، ومغسله،
واجهة هذا المركز كله آيات واحاديث بخط جميل وواضح وصور جميله ، وعليه إقبال منقطع النظير
وهو كذلك يقدم قيمة دينيه من خلال هذه الآيات والاحاديث و يقدم خدمات من خلال توفير حوائج الناس ، و يكسب الأجر و المثوبة من الله،
ارجوا أن ينتبه إلى أن عصر الفلاش بدأ يسحب منا بعض القيمّ و المباديء بل أننا ننسحب نحن ايضا
وقد نجد أنفسنا في منطقة “المكب ” فلا نحن قدمنا قيمه و لا دافعنا عن قيمه، فأصبحنا ممر للعابرين “الرِمم ” الذين لايستحقون العبور اصلاً،

إن اشتراكك في أي حساب و تعليقك و نشرك هو مسؤلية يجب أن تتنبه قبل عمل أي شيء من هذا وتسأل نفسك هل هذا الحساب يستحق الاعجاب والإشتراك والنشر ، لأن كل هذا مسؤلية .

ومضة..
  كل ابن آدم وإن طالت سلامته
 يوما على آلة حدباء محمـــول 

دمتم بود

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *