يعيش الشعب السعودي فرحته كل عام مرتين الاولى باليوم الوطني السعودي والفرحة الثانية ممتدة ومرتبطة بذكرى تأسيس هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية ذكرى التأسيس التي يستعيد فيها ابناء الوطن امجاد تأريخ وطنهم العظيم الخالد في هذا الجزء الغالي من العالم فكل مواطن سعودي لا يجهل ان وطنهم السعودي هو احد ولايات العهد النبوي ثم الخلافة الراشدة التي استقرت في هذا الجزء من الجزيرة في عهد الخلفاء ابو بكر وعمر وعثمان ثم انتقلت الي العراق في عهد علي رضي الله عنه..
كما نشأت دولة الامويين في الشام والعباسيين بالعراق بما في ذلك من بعد مكاني عن الحرمين الشريفين واما العثمانيين فهم اشد بعدا وبناء على ماسبق من انتهاء الخلافة الراشدة اصبحت الجزيرة في حالة من عدم الاستقرار والضعف وفي منتصف القرن التاسع الهجري وتحديدا في عام 850هـ/1446م تمكن الامير مانع بن ربيعه المريدي من العودة الى وسط الجزيرة العربية حيث كان اسلافه وقام بتأسيس مدينة الدرعية التي اصبحت منطلق الدولة السعودية الاولى . وخلال 280 عام تتابع حكم ابناء مانع المريدي واحفاده على الحكم في الدرعية قلب الجزيرة العربيه وبعد هذا في الدرعية ..
وفي منتصف عام 1139هـ/ 1727م تأسست الدولة السعودية على يد الامام محمد بن سعودبن محمد بن مقرن الذي شارك في ملك ابيه وجده واكسبة خبرة في الحكم مما جعله عند توليه الحكم يعمل على تأسيس الوحدة وتأمين الاستقرار في ولايته وما حولها من البلدات والمناطق والقبائل وحماية طريق الحج والتجارة والتطوير لبناء الوحدة وإرساء الأمن ووضع لبنات التطوير الذي كان منطلق وبداية الدولة السعودية الاولى الذي اكتمل في عهد ابناءه واحفاده .
ولهذا فإن الشعب السعودي في ذكرى التأسيس يستعيد وبكل فخر واعتزاز امجاد الاباء بكل دلالته وعمقه التأريخي والحضاري والثقافي لوطنهم العظيم وبما حافظ عليه من وحدة وصمود ضد الاعداء على امتداد مراحلة التأريخيه والحفاظ على وحدته وكيانه حتى تم توحيد كل اجزاء الوطن في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وبناؤه الملوك الي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين .
وهذا الامتداد التأريخي العظيم لوطننا هو مصدر عز لنا وللبناء والاحفاد بما وصل اليه من تطور وازدهار وإنماء وبما يشهده من استقرار ونمو اقتصادي مستمر ورغد عيش وأمن للحرمين وتطوير لها وتهيئة اسباب الراحة للحجاج بيت الله والمعتمرين والزائرين لمسجد رسوله حتى نال حب وتقدير كل مسلم على وجه البسيطه.
إن يوم التأسيس هو يوم الاعتزاز بمقدرات وطننا وتأريخه ووحدته وما وصل اليه من تقدم وازدهار حتى اصبح من الدول العشرين الافضل على مستوى دول العالم والاول في مجالات شتى وهذا بفضل الله اولا ثم بجهود ولاة امرنا والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم . ومع اختفالنا باليوم الوطني للبلاد في 23 سبتمبر من كل عام تخليدا لذكرى توحيد الملك عبدالعزيز آل سعود، للمملكة عام 1932.
فإن “يوم التأسيس” ليس بديلا لليوم الوطني السعودي الذي نحتفل به كل عام، ولكن الاحتفال بيوم التأسيس اعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة الممتدة لثلاثة قرون سطرت اجمل صفحات التأريخ خدمة للحرمين الشريفين والامن والازدهار والتقدم والحب والولاء بين القيادة والشعب ودام عزك ياوطن .
التعليقات