أينما اتجهت في أرجاء بلادنا – حماها الله – تجد الطرق السريعة وشبكة المواصلات التي عمَت شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها مع اتساع المسارات وتعددها لتربط بين المناطق الـ (13) من جهة وبينها وبين المحافظات والمراكز في كل منطقة من جهة أخرى. وزارة النقل ومعها الإدارة العامة للمرور قامتا بالدور المناط بهما على الوجه الأكمل، فالأولى أنشأت الطرق الفسيحة، والثانية أنشأت نظام ساهر على امتداد الطرق بشكل مذهل والذي ساهم في الحد من السرعة وضبط المخالفين وأوقف الهدر البشري الناجم عن الحوادث المرورية.
وفي ظل تلك الإنجازات لا يزال العابرون لهذه الطرق من المسافرين يتطلعون إلى قيام باقي الجهات الأخرى بالدور المناط بها من خلال رفد تلك الطرق بالخدمات لتسهيل حركة المسافرين. فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ يتفاجأ المسافرون على طريق الساحل الرابط بين ( جدة – جازان ) بكثير من المتاعب في السفر والتي يمكن رصدها في عدد من المشكلات من خلال ( الاتصالات – محطات الوقود – الغبار – دورات مياه المساجد – الحيوانات السائبة – المطاعم – أمن الطرق – الاسعاف ).
أمن الطرق والاسعاف يمكن أن تسهم بشكل كبير في التيسير على المسافرين بتوفير الخدمات على الطرق، فالمسافر سوف يشعر بالأمان عندما تكون قطاعات أمن الطرق والاسعاف قريبةً منه، سيما عندما تستدعي الحاجة الإنقاذ من كوارث السفر لا قدر الله، وهذا يتطلب توفير المزيد من هذه القطاعات بكثافة. أما الخدمات الأخرى كالمطاعم ومحطات الوقود فهي من مقومات السفر التي لا غنى عنها، ومع الأخذ بالاعتبار اشتراطات الأمانات بتوفير محطات وقود ومراكز خدمة أكثر حداثة..
إلا أن عزوف المستثمرين يجعل الأمانات أمام مسؤولياتها بإنشاء مراكز خدمية واستثمارها بديلاً عن رجال المال والأعمال. يبقى على الأمانات زراعة الأشجار والشجيرات والنجيليات على جنبات الطرق السريعة للحد من الغبار من جهة ومنح المسافرين فرصة الاستمتاع بالنظر للنبات الأخضر، ناهيك عن وضع السياجات الحديدية لمنع مرور الحيوانات السائبة “الجمال” تحديداً والتي تسبب حوادث قاتلة ليلاً. ومن المؤسف انقطاع شبكة الاتصال بين الفينة والأخرى أثناء السفر نظراً لتباعد أبراج الاتصال عن بعضها..
وهذا يجعل شركة الاتصالات أمام مسؤولياتها بتوفير الأبراج الكافية بمسافات ثابتة لضمان شبكة اتصالات قوية تؤدي الغرض المطلوب للاتصال. أما المساجد على الطرقات فحدِث ولا حرج، فبالاضافة إلى التلوث في المساجد الناجم عن الغبار يجد المسافر وعابر السبيل دورات مياه تالفة، أو مياه مقطوعة، أو ملوثة، ما يعني أن المساجد بحاجة إلى عناية واهتمام بتوفير عمال النظافة والمختصين بالصيانة على الدوام ما يجعل الأوقاف أمام مسؤولياتها.
ختاماً: تظل الطرق السريعة واجهة لعابري الطريق، وباعتبار بلادنا – حرسها الله – تتجه بقوة لدعم القطاع السياحي، فهذا يتطلب بذل الجهد المضاعف في سبيل راحة السائحين المسافرين لنقل صورة أكثر حضارية عن بلادنا إلى العالم الآخر.
التعليقات