الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

ون تو ثري – بقلم الكاتب أ. قبلة العمري

ون تو ثري  – بقلم الكاتب أ. قبلة العمري
 
 
طبيب الغلابه ورجل القرية وبينهما حديث يجب الوقوف عنده.. بعد 40 عاما من وصية الحاج عبد الغفار مشالي وهو على فراش الموت لنجله الطبيب الشاب محمد ووصيته له بخدمة الفقراء وعلاجهم بدون مقابل مراعاة لظروفهم، عاد الطبيب الابن وأوصى بنفس الوصية للأطباء الشباب قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ولم تكن حياة الطبيب الراحل محمد مشالي المعروف في مصر بـ”طبيب الغلابة” معروفة بالنسبة لكثيرين، كان طبيبا يمارس عمله في ريف مصر، ويعالج الفقراء، من خلال عيادة صغيرة في طنطا وبأجر رمزي 10 جنيهات، حتى سلطت وسائل الإعلام الضوء على قصته قبل سنوات قليلة، وكأن القدر أراد أن يكافئه ويخلد سيرته قبل نهاية حياته وبعدها ” تم النسخ من العربية نت”. اقول: ( النبلاء لا تموت اخبارهم” هذا الطبيب شيع جنازته الغلابه المصريين وكذلك اللي مش غلابه في حياتنا اليومية قصص شتى ومن اسوأها قصص المرضى الذين يستجدون العلاجات ويتعلقون بقشة من اجل الحصول على العافية، 
 
من أمراض العصر وعناوين أقسام المستشفيات مايسمى بـ ( قسم الامراض المزمنه ) و ( قسم الأورام ) وقسم ( أمراض السمنه ) في عملية مسح بسيطة للناس نرى مناطر لم نكن نعرفها ففي المساجد مثلاً.. نرى المُقعد تماماً على الكرسي المتحرك والقاعد على الكرسي الذي لا يستطيع السجود والقابع في البيت بعذر السمنه وغيرها.. هل اصابتنا الحضارة بالتخمة أم أننا نحن من أوجدنا ذلك النظام المستورد للمعيشه فاقعدنا راغمين وعركس حياتنا ونحن راضين او غافلين!!؟ في خضم الجري وراء كل مختص يحث على الصحه وشراء كل عقار يعالج المرض وآخر يدّعم المناعة تناسينا أن اسباب الصحة والبلاء نحن من أوجدها، ولا نخلوا من الابتلاء ولكن لكل شيء سبب في استقراء ذهني بسيط لمجتمعي الصغير ولبعض ماورد لي من معلومات استنتجت التالي :
من اركان ديننا الحنيف “الصلاة” و”الصيام” ومن “السنن والنوافل” و”السنن الرواتب” و”النوافل في الصلاة” و”كذلك في الصيام” فمن يحافظ على الصلوات الخمس بسننها القبلية والبعدية وحافظ على النوافل منها قيام الليل مثلاً.. وصام الايام التي يُستحب فيها الصيام مثل ثلاثة ايام من كل شهر، فإنه يعيش بصحة جيدة جداً، واذا ماتمثل هذا المسلم التبكير اليومي للعمل، وحافظ على معدة خفيفه بحيث يطبق الاثر الوارد ( نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع ) فقد اعتمد أجمل وصفة صحية للعيش بسلام
نسمع في الآونة الأخيرة بما يسمى بنظام الحياة كجانب صحي يساعد على التخلص من السمنه والسكر والضغط والاورام الحميدة والخبيثه ومافي حكمها، لذلك نحن يامعشر المسلمين قد اسرفنا وتجاوزنا، وأهملنا تعاليم ديننا الحنيف الجميل، فاصبحنا رواد الاندية الرياضيه والمستشفيات الخاصة والحكومية والحدائق وما استقطع منها للمشي بل لا تسكت مجالسنا من الخوض في اسباب الصحة والعلاج فهذا يقول لا أكل النشويات وآخر يخبرنا انه يصوم صيام متقطع ( مدري اش يوجعه الصيام المفروض والمستحب والنافله !!) وثالث ينبئنا أنه قص معدته ونظيره ربطها ثم يترتب على هذه العمليات عمليات اخرى وامراض اخرى وكل ذلك لأننا لهثنا وراء الحياة المستورده، فاثقلتنا واقعدتنا، فاستبدلنا حياة الريف البسيطة بحياة المدينة المعقدة، فلا نرى الشمس إلا قليلا ولا يهب علينا من انسام الصباح والمساء هواء عليلاً ..
 

ثمّ أما بعد .. نقول أين الصحة!!؟ لقد استبدلنا نظام حياتنا الاسلامي الذي شرعه لنا ربنا بنظام بيئس وبثمن باهظ، كانت صحتنا… في قريتي رجل صالح بلغ من العمر مئة عام، اسأل الله أن يبارك له في صحته وعافيته، يحرص على اداء الصلوات والنوافل والصيام ونوافله ولا يرضى ان يكون عالة على أحد رفض حياة المدينه وتشبث بمنزله في القرية لكي لايفقد الشمس ولكي ينزل مزرعته العامرة “فيبذُر ويسقي ويشبّذ ويحمل منها ثماراً لذيذة صدقة منه على جيرانه، واصدقائه واحبته” فكان نعم الرجل المسلم لم يحمل احدٌ عبئه، ولم يكن عاجزاً يتصدق عليه الناس ولم يشغل المستشفيات بالمراجعات كان مع الله فكان الله معه .

ومضة .. في الحديث (  عن أبي هريرةَ رضي الله عنه  أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه رواه البخاري. .. “دمتم بخير”

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *