ارض تجمَّع فيها جمعٌ وخلقٌ جديد وأساس، عمروها، وحرثوها، وُجِّه ابو البشر لإحيائها فأمر فيها، فتفرق من جاءها مأمورون وانتشروا في اصقاعها يافث وسام وكنعان وحام ويقال ان كنعان لم يملك شئ منها ؛ لانه توفي باكراً بسبب دعوة اصابته !! ولكنه كان من الملاك لتأسيس هذه (المزرعة). حاول “يافث” وهو الأكبر في اخوانه ان تكون له السيطرة والحضوة ولكنه خسر فتركه الله وتسبب على من عقَّب من نسله اما *سام* فقد كان مسالما ذو خلق ودين ، فآتاه الله الحكم وتبعية الناس له لأنه إنصاع لأوامر الله ولامر والده فأعطاه الله النصيب والحظ الوافر من هذه ( المزرعة ) اللامتناهية !
وجاء دور *حام* ليجتهد ويغنم مايستطيع غنمه ولكنه جاء متأخراً فتلطخ بالسواد لعدم الإسراع في تنفيذ ماقاله له والده بالحضور المبكر لمباشرة عمله في هذا الجزء من ( المزرعة). وما أن سُكنت و حُلَّت حتى انتشر الخلق من كل الأجناس؛ من طير، وحيوان وماء وهواء، وشُقت المحيطات والبحار والانهار بما فاض من الفيضان الأزلي وما ماجت وهاجت، وأُرسيت الجبال وثبتت وما راجت هذه الأرض (المزرعة) وعاش وطاش الناس فيها فهُم من كل حدب ينسلون؛ يأكلون ويشربون، يعملون وينامون وتشرق وتغرب الشمس عليهم وهم في دأب ينشرون .
اصبحت هذه (المزرعة) صنعة من صنائع الله تحوَّر كل شئ وأضحت بيوت، وقصور ودور، ومصانع لكل شئ خطر على البال ام لم يخطر، وأعاجيب وخلق جديد !! ( ويخلق مالا تعلمون) آثار وإختراعات سائرات على الارض واجسام وطائرات تحوم في كبد السماء! اصبح كل شئ يُصنَّع حتى قيل ان المرض يتم صناعته وتصديره!! اصبح في هذه (المزرعة) متصرف وحيد بعد ان كانوا قطبين اثنين وقبلهم الأصل كان ثلاثة او اربعة !
والآن التقنية دخلت في كل شئ ولربما تدخلت (بإذن الله وأمره) في حياة وموت الخلق!! كل شئ في هذه (المزرعة) قد اختلف وانقلب رأساً على عقب ! هل ياترى سترجع هذه المزرعة الى عهدها القديم ؟! ولا جديد فيها الا ما خلقه الله في التكوين الأول ؟! هل سترجع هذه (المزرعة) جرداء كما كان الأولون والخلق الأول يعيشون فيها كل شئ من و على الطبيعة؟!! [إنا تحن نرث الارض ومن عليها].
التعليقات