الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

رسالة الى القناة الأولى قناة الوطن بكل الاحترام – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

رسالة الى القناة الأولى قناة الوطن بكل الاحترام – بقلم الكاتب أ.  صالح حمدان الشهري

 

الإعلام بكل مكوناته القنوات الفضائية والإذاعية والصحافة الورقية ووسائل التواصل الاجتماعي يحمل رسالة تعنى بتعميق روح الانتماء، وتطوير الارتباط بالوطن من خلال الغوص في التاريخ والثقافة والوعي وهو ما يسمى بالحس الوطني والتفاعل مع نجاحاته واهتماماته وأوجاعه وأهدافه وطموحه، وأقدّر كل التقدير الجهود الإعلامية والإعلامين لدعم حركة التطور والتنمية، والأمن الوارف التي يعيشها الوطن ولله الحمد، لكن هناك غياب في الجوانب التاريخية والثقافية في برامج قنواتنا الفضائية، والقناة الأولى هي التي يفترض فيها أن تعني بالجوانب التاريخية والثقافية لتبقى دائما في الذاكرة.

ولو استعرضنا برامج المسابقات التلفزيونية لوجدناها خالية من كل الجوانب الثقافية والتاريخية، ولا تقدم شيئا مفيدا لبناء أجيال مثقفة واعية تتفاعل مع اهتمامات الشعب السعودي وتطلعاته، ومعرفة تاريخه وأمجاده والتحديات التي واجهته في بناء وتطوير هذا الوطن الشامخ من جهود ومعاناة، وجمع شتاته المترامي الأطراف شمالا وجنوبا  وشرقا وغربا حتى أصبح كيانا كبيرا شعوبا وقبائل منصهرة في بوتقة واحدة تحمل اسم المملكة العربية السعودية تحت قيادة ملهمة، حتى أصبحنا ولله الحمد شعبا يعيش في أمن  ورفاهية، وتنمية شاملة نحسد عليها حتى من الاصدقاء.

رسالتي موجهة الى القناة الوطنية القناة الأولى بكل الود والاحترام من خلال متابعتي لأغلب البرامج وخصوصا برامج المسابقة نجدها خالية من الجوانب التاريخية والثقافية والتفاعل مع حركة التنمية والتحول 2030 الي يعيشها الوطن، إن هذه البرامج لا تضيف شيئا للمتلقي، ولا ترتقي بطموح الشباب وتطلعاتهم وإيجاد جو من الحماس والمنافسة والغوص في بطون الكتب للبحث عن المعلومة وتطوير الذات.

والسؤال الذي يطرح نفسه أين دور الجامعات بكل تخصصاتها في هذه البرامج وإثراء المجتمع بالعلوم والمعارف والثقافة العامة وإبراز دور هم في المناشط الثقافية والتاريخية والعلوم والمعرفة ؟!!، لماذا لا توجه دعوة للجامعات للمساهمة في برامج التليفزيون والإذاعة، وإشعال المنافسة في ساحات الجامعات بالمسابقات في كل المجالات وابتكار برامج تعد من قبل الجامعات طلاب وأساتذة وتدار بنخب من الكتاب والصحفيين أمثال الكاتب والصحفي المبدع والرائع خالد سليمان وبرنامجه (في العلن) بأسلوب الواثق المتمكن المستفز للضيف ليقدم كل ما عنده من معلومة، وأذكر موقف للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري سابقا عندما دخل علينا في قاعة المحاضرات بأكاديمية ناصر العليا قائلا: أريد الأسئلة المستفزّة التي تدفعني لتقديم الإجابة والمعلومة المطلوبة، وهذا أسلوب الأستاذ خالد سليمان وهو ما يسمى بالسهل الممتنع.

وعلينا أن نتجاوز الروتين الممل في برامجنا الإذاعية والتليفزيونية ولو رجعنا بالذاكرة لوجدنا العلّامة بن خميس رحمه الله، والدكتور هاشم عبده هاشم على سبيل المثال كان لهما برامج إذاعية وتليفزيونية ثرية بالتاريخ والثقافة، ولهما متابعين كثر على مستوى الوطن، أيها المعنيون في القناة الفضائية الأولى بكل الاحترام غيّروا مسار هذه المسابقات وقدموا مسابقات تقدم علما وثقافة ورفاهة، والحقيقة أن من يقدم هذه المسابقات حاليا كفاءات وطنية شابة فقدموا لهم المادة التي تعني بالتاريخ والثقافة والمعرفة، تحقق طموحاتهم وتدفع بهم الى المراكز المتقدمة في مجال الإعلام والصحافة ، والله ولي التوفيق.

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *